لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 444 - الجزء 3

  وجِمالاً ههنا، وذلك أَن أَصحاب الإِبل يعزلون الإِناث عن الذكور؛ وأَنشد الأَصمعي:

  عَهِدْتُ بها سَراةَ بَنِي كلابٍ ... وَرِثْتُهُمُ الحياةَ فأَوْبَدُوني⁣(⁣١)

  والمُسْتَوْبِدُ: مثل الوَبَدِ.

  ووَبِدَ الثَّوبُ وَبَداً: أَخْلَقَ.

  والوَبَدُ: العَيْب.

  ووَبِدَ عليه وبَداً: غَضِبَ مثل وَمِدَ.

  والوَبَدُ: الحرُّ مع سكون الريح كالوَمَدِ.

  والوَبِدُ: الشديدُ العَيْنِ.

  وإِنه لَوَبَدٌ أَي شديدُ الإِصابةِ بالعين؛ عن اللحياني.

  وتَوبَّدَ أموالهم: تعَيَّنَها ليصيبها بالعين؛ عنه أَيضاً.

  وإِنه لَيَتَوَبَّدُ أَموالَ الناس أَي يصيبها بعينه فيسقطها.

  والوَبْد، بسكون الباء: النُّقْرة في الصَّفاة يستنقع فيها الماء، وهي أَظهر من الوَقْر، والوَقْرُ أَظهر من الوَقْبِ.

  وتد: الوتِدُ، بالكسر، والوَتْدُ والوَدُّ: ما رُزَّ في الحائِط أَو الأَرض من الخشب، والجمع أَوتادٌ؛ قال الله تعالى: والجِبالَ أَوتاداً.

  وقوله ø: وفرعون ذي الأَوتاد؛ جاء في التفسير: أَنه كانت له حبالٌ وأَوتاد يُلْعب له بها.

  ووَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً ووَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، ووَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً ووَتَدْتُه: أَثْبَتُّه؛ قال ساعدة بن جؤية يصف أَسداً:

  يُقَصِّمُ أَعْناقَ المَخاضِ، كأَنَّما ... بِمَفْرَجِ لَحْيَيْه الرِّتاجُ المُوَتَّدُ

  ويقال: تِدِ الوَتِدَ يا واتِدُ، والوَتِدُ مَوْتُود.

  ويقال للوتِد: وَدٌّ، كأَنهم أَرادوا أَن يقولوا ودِدٌ فقلبوا إِحدى الدالين تاء لقرب مخرجِهما؛ وقوله:

  وعَز ودٌّ خاذل وَدَّيْنِ

  الوَدُّ: الوتِدُ إِلا أَنه أَدغم التاء في الدال فقال وَدّ.

  والمِيتَدُ والمِيتَدةُ: المِرْزَبَّةُ التي يُضْرَبُ بها الوتِدُ.

  ووَتِدٌ واتِدٌ: ثابت رأْس منتصب؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من باب شِعْرٌ شاعِرٌ على النسب؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه على وَتِدَ كما تقدم.

  قال: وإِنما يحمل الشيء على النسب إِذا عُدِمَ الفعل، وإِذا أَمرت قلت: تِدْ وَتَدَك بالميتَدةِ، وهي المُدُقُّ.

  الأَصمعي: يقال وَتِدٌ واتِد كما يقال شُغْلٌ شاغِلٌ؛ وقول أَبي محمد الفقعسي:

  لاقَتْ على الماءِ جُذَيلاً واتِدا ... ولم يَكُنْ يُحُلِفُها المَواعِدَا

  إِنما شبه الرجل بالجِذْل لثباته.

  وجُذَيْل: تصغير جِذْل، وهو الراعي المُصْلِحُ الحَسَنُ الرِّعْية.

  يقال: هو جذْلُ مالٍ كما يقال صَدَى مالٍ وبِلْو مالٍ، وقد قيل: إِن جُذَيلاً اسم رجل.

  والواتِد: الثابتُ.

  والضمير في لاقت ضمير الإِبل وإِن لم يتقدم لها ذكر، لأَن البيت أَول القصيدة وإِنما أَضمرها لفهم المعنى.

  ويقال: وَتَّدَ فلان رِجلَه في الأَرض إِذا ثَبَّتَها؛ وقال بشار:

  ولَقَد قُلْتُ، حِينَ وَتَّدَ في الأَرْضِ: ... ثَبِيرٌ أَرْبي على ثَهلانِ

  ووَتَّدَ الرجلُ: أَنعَظَ.

  والأَوتادُ في الشعر على ضربين: أَحدهما حرفان متحركان والثالث ساكن نحو [فعو وعلن] وهذا الذي يسميه العروضِيون المقرون لأَن الحركة قد قرنت الحرفين، والآخر ثلاثة أَحرف متحرك ثم ساكن ثم متحرك وذلك [لات] من مفعولات وهو الذي يسميه العروضيون المفروق لأَن الحرف قد فرق بين المتحركين، ولا يقع في الأَوتاد


(١) قوله [ورثتهم] كذا بالأَصل ولعله ورشتهم.