لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 445 - الجزء 3

  زحاف لأَنَّ اعتماد الجزء إِنما هو عليها، إِنما يقع في الأَسْباب لأَن الجزء غير معتمد عليها.

  وأَوتادُ الأَرض: الجبال لأَنها تثبتها.

  وأَوتاد البلاد: رُؤساؤها.

  وأَوتادُ الفَمِ: أَسنانه على التشبيه؛ قال:

  والفَرّ حتى نَقِدَتْ أَوتادُها⁣(⁣١)

  استعار النَّقَدَ للموت وإِنما هو للأَسنان.

  ووَتَّدَ في بيته: أَقام وثبت.

  ووَتَّدَ الزّرْعُ: طَلَع نباته فثبت وقَوِيَ.

  والوَتِدُ والوَتِدَةُ من الأُذن: الهُنَيَّةُ الناشزة في مُقدّمها مثل الثُّؤْلُول تَلي أَعْلى العارِض من اللحية؛ وقيل: هو المُنْتبر مما يلي الصُّدْغ.

  الصحاح: والوَتِدانِ في الأُذنين اللذان في باطنهما كأَنهما وتد، وهما العَيْران أَيضاً.

  ووَتِدُ النَّعل: النَّاتئُ من أُذُنها.

  والوَتِدُ: موضع بنجد.

  وليلَة الوَتِدَةِ لبني تميم على بني عامر بن صعصعة.

  وجد: وجَد مطلوبه والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً، بالضم، لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال؛ قال لبيد وهو عامريّ:

  لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا

  بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً ... قَضَّ الأَباطِحِ، لا يَزالُ ظَلِيلا

  قال ابن بريّ: الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم.

  وقوله: نَقَعَ الفؤادُ أَي روِيَ.

  يقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً فيهما، والماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوي.

  والصَّادِي: العطشان.

  والغليل: حَرُّ العطش.

  والرَّضَفُ: الحجارة المرضوفةُ.

  والقِلاتُ: جمع قَلْت، وهو نقرة في الجبل يُستَنْقَعُ فيها ماء السماء.

  وقوله: قَضّ الأَباطِحِ، يريد أَنها أَرض حَصِبةٌ وذلك أَعذب للماء وأَصفى.

  قال سيبويه: وقد قال ناس من العرب: وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حذفوها من يَوْجُد؛ قال: وهذا لا يكادُ يوجَدُ في الكلام، والمصدر وَجْداً وجِدَةً ووُجْداً ووجُوداً ووِجْداناً وإِجْداناً؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  وآخَر مُلْتاث، تَجُرُّ كِساءَه ... نَفَى عنه إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا

  قال: وهذا يدل على بَدَل الهمزة من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ في وِلْدَة.

  وأَوجَده إِياه: جَعَلَه يَجِدُه؛ عن اللحياني؛ ووَجَدْتَني فَعَلْتُ كذا وكذا، ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً ووُجْداً وجِدةً.

  التهذيب: يقال وجَدْتُ في المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْداناً وجِدَةً أَي صِرْتُ ذا مال؛ ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً.

  قال: وقد يستعمل الوِجْدانُ في الوُجْد؛ ومنه قول العرب: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِين.

  وفي حديث اللقطة: أَيها الناشدُ، غيرُك الواجِدُ؛ مِن وَجَدَ الضَّالَّة يَجِدُها.

  وأَوجده الله مطلوبَه أَي أَظفره به.

  والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ: اليسار والسَّعةُ.

  وفي التنزيل العزيز: أَسكِنُوهُنَّ من حيثُ سكَنْتم من وَجْدِكم؛ وقد قرئ بالثلاث، أَي من سَعَتكم وما ملكتم، وقال بعضهم: من مساكنكم.

  والواجِدُ: الغنِيُّ؛ قال الشاعر:

  الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد

  وأَوجَده الله أَي أَغناه.

  وفي أَسماء الله ø: الواجدُ، هو الغني الذي لا يفتقر.

  وقد وجَدَ تَجِدُ


(١) قوله [والفر] كذا بالأَصل.