لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 484 - الجزء 3

  إِلَّا كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابياً ... بالقَرْحِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِه⁣(⁣١)

  وكقوله:

  وحُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً ومُؤازِراً ... وأَخاً على السَّرَّاءِ والضُّرّ

  والقصيدة حَذَّاءُ؛ قال ابن سيده: قال أَبو إِسحق: سمي أَحَذَّ لأَنه قَطْعٌ سريعٌ مستأْصلٌ.

  قال ابن جني: سمي أَحَذَّ لأَنه لما قطع آخر الجزء قَلَّ وأَسْرَعَ انقضاؤه وفناؤه.

  وجُزء أَحَذُّ إِذا كان كذلك.

  والأَحَذُّ؛ الشيءُ الذي لا يتعلق به شيء.

  وقصيدة حذَّاء: سائرة لا عيب فيها ولا يتعلق بها شيء من القصائد لجودتها.

  والحذَّاء: اليمين المنكرة الشديدة التي يقتطع بها الحق؛ قال:

  تَزَبَّدَها حذَّاءَ يَعْلَمُ أَنه ... هو الكاذبُ الآتي الأُمورَ البَجارِيا⁣(⁣٢)

  الأَمر البُجْرِيُّ: العظيم المنكر الدي لم يُرَ مثله.

  الجوهري: اليمين الحَذَّاء التي يحلف صاحبها بسرعة، ومن قاله بالجيم يذهب إِلى أَنه جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانَةَ.

  ورَحِمٌ حَذَّاء وجَذَّاء؛ عن الفراء، إِذا لم توصل.

  وامرأَة حُذْحُذٌ وحُذْحُذَة: قصيرة.

  وقَرَبٌ حَذْحاذٌ وحُذاحِذ: بعيدٌ.

  وقال الأَزهري: قَرَبٌ حَذْحاذٌ سريع، أُخِذَ من الأَحَذِّ الخفيف مثل حَثْحاثٍ.

  وخِمْسٌ حَذْحاذٌ: لا فُتُورَ فيه، وزعم يعقوب أَن ذاله بدل من ثاءِ حَثْحاثٍ؛ وقال ابن جني: ليس أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن حَذْحاذاً من معنى الشيء الأَحَذّ، والحَثْحاتُ السريع، وقد تقدّم.

  حمذ: الحُماذيّ: شِدَّةُ الحر كالهَمَاذِيّ.

  حنذ: حَنَذَ الجَدْيَ وغيره يَحْنِذُه حَنْذاً: شواه فقط، وقيل: سَمَطَه.

  ولحمٌ حَنْذٌ: مشويّ، على هذه الصفة وصف بالمصدر، وكذلك مَحْنُوذٌ وحَنِيذٌ.

  وفي التنزيل العزيز: فجاء بعجل حنيذ.

  قال: محنوذ مشوي.

  وروى في قوله ø: فجاء بعجل حنيذ، قال: هو الذي يقطرُ ماؤه وقد شوي.

  قال: وهذا أَحسن ما قيل فيه.

  الفراء: الحَنْيذُ ما حَفَرْتَ له في الأَرض ثم غممته، قال: وهو من فعل أَهل البادية معروف؛ وهو محنوذ في الأَصل وقد حُنِذَ، فهو مَحْنُوذٌ، كما قيل: طبيخ ومطبوخ.

  وقال شمر: الحنيذ الماء السُّخْنُ؛ وأَنشد لابن مَيَّادَةَ:

  إِذا باكَرَتْه بالحَنِيذَ غَواسلُه

  وقال أَبو زيد: الحنيذ من الشِّواءِ النَّضِيجُ، وهو أَنْ تَدُسَّه في النار.

  وقال ابن عرفة: بعجل حنيذ أَي مشوي بالرِّضافِ حتى يقطر عرقاً.

  وحنذته الشمس والنار إِذا شوتاه.

  والشِّواءُ المحنوذُ: الذي قد أُلقيت فوقه الحجارة المرضوفة بالنار حتى ينشوي انشواءً شديداً فيهتري تحتها.

  شمر: الحنيذ من الشِّواء الحار الذي يقطر ماؤه وقد شوي.

  وقيل: الحنيذ من اللحم الذي يؤخذ فيقطع أَعضاء وينصف له صَفيحُ الحجارة فَيقُابَلُ، يكون ارتفاعه ذراعاً وعَرْضُه أكثر من ذراعين في مثلهما، ويجعل له بابان ثم يوقد في الصفائح بالحطب⁣(⁣٣) واشتذّ حرها وذهب كل دخان فيها ولهب أُدخل فيه اللحم، وأُغلق البابان بصفحتين قد كانتا قِدِّرَتا للبابين ثم ضربتا بالطين وبفرث الشاة وأُدْفئِتا إِدْفاءً شديداً


(١) قوله [وضابياً] كذا بالأَصل بالمثناة التحتية، وفي شرح القاموس ضابئاً، بالهمز، وهو الأَصل والياء تخفيف.

(٢) وردت البجاريا في كلمة [زبد] بضم الباء والصواب فتحها.

(٣) هكذا بياض بالأَصل ولعل الساقط منه فإذا حميت.