[فصل الثاء المثلثة]
  ثُفْلُ كل شيء يعصر، والعامَّةُ تقوله بالتاء.
  ابن الأَعرابي: الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ من الأَرض منخفضة.
  وقال غيره: ثُجْرَةُ الوادي أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المضايق قبل أَن ينبسط في السَّعَةِ، ويُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ، وثُجْرَةُ النحر: وسَطُه.
  الأَصمعي: الثُّجَرُ الأَوساط، واحدتها ثُجْرَةٌ؛ والثُّجْرَةُ، بالضم: وسَطُ الوادي ومُتَّسَعُه.
  وفي الحديث: أَنه أَخذ بثُجْرَة صبي به جُنُونٌ، وقال: اخْرُجْ أَنا محمدٌ؛ ثُجْرَةُ النحر: وسطه، وهو ما حول الوَهْدَةِ في اللَّبَّةِ من أَدنى الحَلْقِ.
  الليث: ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلى السَّحْرِ بقَصَب الرئة.
  ووَرقٌ ثَجْرٌ، بالفتح، أَي عريض.
  والثُّجَرُ: سهام غلاظ الأُصول عِراضٌ؛ قال الشاعر:
  تَجاوَبَ منها الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ
  أَي المعرَّض خُوطاً؛ وأَما قول تميم بن مقبل:
  والعَيْرُ يَنْفُخُ في المِكْتانِ، قد كَتِنَتْ ... منه جَحافِلُه. والعِضْرِسِ الثَّجِرِ
  فمعناه المجتمع، ويروى الثُّجَر، وهو جمع الثُّجْرَةِ، وهو ما يجتمع في نباته.
  أَبو عمرو: ثُجْرة من نَجْمٍ أَي قطعة.
  الأَصمعي: الثُّجَرُ جماعات متفرقة، والثَّجْرُ: العريض.
  ابن الأَعرابي: انْثَجَر الجُرْحُ وانْفَجَر إِذا سال ما فيه.
  الجوهري: انْثَجَر الدَّمُ لغة في انفجر.
  ثرر: عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الماء، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وكذلك السحابة.
  وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير الماء.
  وعين ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع؛ قال ابن سيده: ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن دريد:
  يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ ... يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ
  يحفشها: يستخرج كل ما فيها.
  الجوهري: وعين ثَرَّةٌ، قال: وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة:
  جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ
  وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة، وقيل: ثَرَّةٌ كثيرة الدم، على التشبيه بالعين، وكذلك عين السحاب.
  قال: وكل نعت في حدّ المدغم إِذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل، نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخِبُّ(١).
  فهو خَبُّ، قال: وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو، في فعيل، مكسور في كل شيء، نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فهو شحيح وضنين، ومن العرب من يقول: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح، نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء؛ تقول: صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ، وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ، وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع، فإِن يفعل منه مكسور العين، نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يفعل منه مضموم إِلَّا أَحرفاً جاءت نادرة وهي: شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمه وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين؛ ابن سيده:
(١) وقوله: [وقد يختلف في نحو خب يخب] يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك.