لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 103 - الجزء 4

  يكتنفان القَتَبَ من خارج، وهما أَيضاً الزائدان على ضَرْعِ الشاة.

  والثُّعْرُورُ: الرجل الغليظ القصير.

  ثعجر: الثَّعْجَرَةُ: انْصباب الدمعِ.

  ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وغيره فاثْعَنْجَرَ: صَبّه فانصبَّ؛ وقيل: المُثْعَنْجِرُ السائل من الماء والدمع.

  وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ: ممتلئة ثريداً؛ واثْعَنْجَر دمعه، واثْعَنْجَرت العين دمعاً؛ قال امرؤ القيس حين أَدركه الموت: رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة، وطَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة، تبقى غداً بِأَنْقِرَة؛ والمُثْعَنْجِرَة: المَلأَى تُفِيضُ ودَكَها.

  والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ: السيل الكثير؛ واثْعَنْجَرَتِ السحابة بِقَطْرها واثْعَنْجَرَ المطر نفسه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً.

  ابن الأَعرابي: المُثْعَنْجَرُ والعَرانِيَةُ وسط البحر؛ قال ثعلب: ليس في البحر ما يشبهه كثرة.

  وتصغير المُثْعَنْجِر مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعيجٌ؛ قال ابن بري: هذا خطأٌ وصوابه ثُعَيْجِر وثُعَيْجِيرٌ، تسقط الميم والنون لأَنهما زائدتان، والتصغير والتكثير والجمع يرد الأَشياء إِلى أُصولها.

  وفي حديث علي، رضوان الله عليه: يحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ؛ هو أَكثر موضع في البحر ماء، والميم والنون زائدتان.

  وفي حديث ابن عباس: فإِذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقَرارَة في المُثْعَنْجِر؛ والقَرارَةُ: الغَدِيرُ الصغير.

  ثغر: الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو طريق مسلوك؛ وقال طَلْقٌ بن عدي يصف ظليماً ورئَالَه:

  صَعْلٌ لَجُوجٌ ولها مُلِجُّ ... بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ،

  كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ،

  ابن سيده: الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة.

  غيره: والثَّغْرُ الثَّلْمَةُ، يقال: ثَغَرْناهُم أَي سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل؛ قال ابن مقبل:

  وهُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ ... وعَضْبٍ، وحارُوا القومَ حتى تَزَحْزَحوا

  وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ، والثَّغْرُ: ما يلي دار الحرب.

  والثَّغْرُ: موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ.

  وفي الحديث: فلما مر الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ؛ قال: الثغر الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد.

  وفي حديث فتح قَيْسارِيَةَ: وقد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة؛ الثَّغْرَةَ: الثُّلْمَةُ.

  والثَّغْرُ: الفَمُ وقيل: هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في منابتها قبل أَن تسقط، وقيل: هي الأَسنان كلها، كنّ في منابتها أَو لم يكنّ، وقيل: هو مقدّم الأَسنان؛ قال:

  لها ثَنايا أَربعٌ حِسَانُ ... وأَرْبَعٌ، فَثَغْرُها ثَمانُ

  جعل الثغر ثمانياً، أَربعاً في أَعلى الفم وأَربعاً في أَسفله، والجمع من ذلك كله ثُغُور.

  وثَغَرَه: كسر أَسنانه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لجرير:

  مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِه ... أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا

  وقيل: ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه.

  وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً: سقطت أَسنانه الرواضع، فهو مثغور.

  واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ، على البدل: نبتت أَسنانه، والأَصل في اتَّغَرَ اثْتَغَرَ، قلبت التاء ثاء ثم أُدغمت، وإِن شئت قلت اتَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلي هو