لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 106 - الجزء 4

  وفي المحكم: كالحياء للشاة، وقيل: هو مسلك القضيب فيها، واستعاره الأَخطل فجعله للبقرة فقال:

  جَزَى الله فيها الأَعْوَرَيْنِ مَلامَةً ... وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِمِ

  المتضاجم: المائل؛ قال: إِنما هو شيء استعاره فأَدخله في غير موضعه كقولهم مشافر الحَبَشِ وإِنما المِشْفَرُ للإِبل؛ وفروة: اسم رجل، ونصب الثَّفْر على البدل منه، وهو لقبه، كقولهم عبد الله قفة وإِنما خفض المتضاجم، وهو من صفة الثَّفْرِ على الجوار، كقولك جحر ضب خرب؛ واستعاره الجعدي أَيضاً للبرذونة فقال:

  بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها ... وقد شَرِبَتْ من آخرِ الصَّيْفِ إِبَّلا

  واستعاره آخر فجعله للنعجة فقال:

  وما عَمْرُو إِلَّا نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ ... تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ، والثَّفْرُ وارِدُ

  ساجسية: منسوبة، وهي غنم شامية حمر صغار الرؤوس؛ واستعاره آخر للمرأَة فقال:

  نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ في انْتِسابِ ... بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّبابِ،

  جاءتْ بِنَا من ثَفْرِها المُنْجَابِ

  وقيل: الثُّفْر والثَّفْر للبقرة أَصل لا مستعار.

  ورجل مِثْفَرٌ ومِثْفار: ثناء قبيح ونَعْتُ سَوْء، وزاد في المحكم: وهو الذي يُؤْتى.

  ثقر: التَّثَقُّر: التَّرَدُّدُ والجزَع؛ وأَنشد:

  إِذا بُلِيتَ بِقِرْنٍ ... فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ

  ثمر: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ.

  وأَنواع المال والولد: ثَمَرَةُ القلب.

  وفي الحديث: إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده، فيقولون: نعم؛ قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب.

  وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية: ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه، يعني نسله، وقيل: انقطاع شهوته للجماع.

  وفي حديث المبايعة: فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِه وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده.

  وفي حديث ابن عباس: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله.

  والثمر: أَنواع المال، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جمع الجمع، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن؛ قال ابن سيده: أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم؛ وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ؛ قال: ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره.

  والثَّيْمارُ: كالثَّمَر؛ قال الطرماح:

  حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ ... وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار

  وأَثْمَر الشجر: خرج ثمَره.

  ابن سيده: وثمَرَ الشجر وأَثْمَر: صار فيه الثَّمَرُ، وقيل: الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر.

  والمُثْمِر: الذي فيه ثَمَر، وقيل: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ، وثامِرٌ قد نَضِج.

  ابن الأَعرابي: أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ، فهو مُثْمِر، وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فهو ثامِرٌ، وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُه.

  وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر.

  وفي الحديث: لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ؛ الثمر: هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ، والكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل.