لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 207 - الجزء 1

  ومَأْدَبةٌ، فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل، فيَدْعُو إليه الناسَ؛ يقال منه: أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، ورجل آدِبٌ.

  قال أَبو عبيد: وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللَّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه؛ ومن قال مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ.

  وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد.

  قال أَبو عبيد: ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره؛ قال: والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ.

  وقال أَبو زيد: آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، والمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بينها وبين المَأْدَبةِ الأَدَبِ.

  والأَدْبُ: مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بالكسر، أَدْباً، إذا دعاهم إلى طعامِه.

  والآدِبُ: الداعِي إلى الطعامِ.

  قال طَرَفَةُ:

  نَحْنُ في المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى ... لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

  وقال عدي:

  زَجِلٌ وَبْلُه، يجاوبُه دُفٌّ ... لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ

  والمَأْدُوبَةُ: التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ.

  وفي حديث عليّ، كرّم اللَّه وجهه: أَما إخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ.

  الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إلى المَأْدُبة، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إليه الناس.

  وفي حديث كعب، ¥: إنّ لِلَّه مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ.

  أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم.

  وآدَبَ القومَ إلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً.

  أَبو عمرو يقال: جاشَ أَدَبُ البحر، وهو كثْرَةُ مائِه.

  وأَنشد:

  عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه

  والأَدْبُ: العَجَبُ.

  قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه:

  بِشَمَجَى المَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ ... غَلَّابةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ،

  حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ

  الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ.

  ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف: الإِدْبُ، بكسر الهمزة؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته قال: وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل.

  الأَصمعي: جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ، مجزوم الدال، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد:

  سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ ... أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي

  أذرب: ابن الأَثير في حديث أَبي بكر، رضي عنه: لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ، يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدانِ.

  الأَذْرَبِيّ: منسوب إلى أَذْرَبِيجانَ، عل غير قياس، هكذا تقول العرب، والقياس أَن يقال: أَذَرِيٌّ بغير باء، كما يقال في النَّسَب إلى رامَهُرْمُزَ راميٌّ؛ قال: وهو مُطَّرِد في النسب إلى الاسماءِ المركبة.