لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 114 - الجزء 4

  في غير الحق، وكله راجع إِلى معنى التكبر.

  والجَبَّارُ: العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ؛ عن اللحياني: قال الله تعالى: إِن فيها قوماً جَبَّارِينَ؛ قال اللحياني: أَراد الطُّولَ والقوّة والعِظَمَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي فات يَدَ المُتَناول.

  ويقال: رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً قويّاً، تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل.

  الجوهري: الجَبَّارُ من النخل ما طال وفات اليد؛ قال الأَعشى:

  طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه ... عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ

  ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة.

  وفي الحديث: كَثافَةُ جلد الكافر أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار؛ أَراد به ههنا الطويل، وقيل: الملك، كما يقال بذراع الملك، قال القتيبي: وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام الذراع.

  ابن سيده: ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت، والجمع جَبَّار؛ قال:

  فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها ... وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ

  وحكى السيرافي: نخلة جَبَّارٌ، بغير هاء.

  قال أَبو حنيفة: الجَبَّارُ الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه، قال: وهو أَفْتَى النخل وأَكْرَمُه.

  قال ابن سيده: والجَبْرُ المَلِكُ، قال: ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن جني قال: سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده، وليس بِقَوِيٍّ؛ قال ابن أَحمر:

  اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به ... وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

  قال: ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر؛ قال: حكى ذلك ابن جني قال: وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه.

  التهذيب: أَبو عمرو: يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ.

  قال: والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم يكن مَلِكاً.

  وقال أَبو عمرو: الجَبْرُ الرجل؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

  وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

  أَي أَيها الرجل.

  والجَبْرُ: العَبْدُ؛ عن كراع.

  وروي عن ابن عباس في جبريل وميكائيل: كقولك عبد الله وعبد الرحمن؛ الأَصمعي: معنى إِيل هو الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه؛ قال أَبو عبيد: فكأَنَّ معناه عبد إِيل، رجل إِيل.

  ويقال: جبر عبد، وإِيل هو الله.

  الجوهري: جَبْرَئيل اسم، يقال هو جبر أُضيف إِلى إِيل؛ وفيه لغات: جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل، يهمز ولا يهمز؛ وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك:

  شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ ... يَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها

  قال ابن بري: ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء؛ وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال: ويقال جِبريل، بالكسر؛ قال حسان:

  وجِبْرِيلٌ رسولُ الله فِينا ... ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ

  وجَبْرَئِل، مقصور: مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين، بالنون.

  والجَبْرُ: خلاف الكسر، جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وجِبَارَةٍ؛ عن اللحياني.

  وجَبَّرَه فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ.

  ويقال: جَبَّرْتُ الكَسِير أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً؛ وأَنشد: