لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 116 - الجزء 4

  تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه؛ معنى قوله متجبراً أَي صالح الحال.

  وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً: أَصابه، وقيل: عاد إِليه ما ذهب منه؛ وحكى اللحياني: تَجَبَّرَ الرجُل، في هذا المعنى، فلم يُعَدِّه.

  التهذيب: تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب.

  والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً، وكنيته أَيضاً أَبو جابر.

  ابن سيده: وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة؛ وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد الكسر.

  وجابِرَةُ: اسم مدينة النبي، ، كأَنها جَبَرَتِ الإِيمانَ.

  وسمي النبي، ، المدينة بعدة أَسماء: منها الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ.

  وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وأَجْبَرَه: أَكرهه، والأَخيرة أَعلى.

  وقال اللحياني: جَبَرَه لغة تميم وحدها؛ قال: وعامّة العرب يقولون: أَجْبَرَه.

  والجَبْرُ: تثبيت وقوع القضاء والقدر.

  والإِجْبارُ في الحكم، يقال: أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على الحكم إِذا أَكرهه عليه.

  أَبو الهيثم: والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ الله العبادَ على الذنوب أَي أَكرههم، ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم ما العبادُ.

  وأَجْبَرْتُه: نسبته إلى الجَبْرِ، كما يقال أَكفرته: نسبته إِلى الكُفْرِ.

  اللحياني: أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ، وهو كلام عامّة العرب، أَي أَكرهته عليه.

  وتميم تقول: جَبَرْتُه على الأَمر أَجْبرُه جَبْراً وجُبُوراً؛ قال الأَزهري: وهي لغة معروفة.

  وكان الشافعي يقول: جَبَرَ السلطانُ، وهو حجازي فصيح.

  وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ، فهما لغتان جيدتان: جَبَرْتُه وأَجْبَرْته، غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته، وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على الإِكْراه، ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ، قال: وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ بالغِنَى، وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير، وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه، كما قال العجاج:

  قد جَبَرَ الدينَ الإِله فَجَبَرْ

  والجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ.

  والجبرية، بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّة، وهو كلام مولَّد.

  وحربٌ جُبَارٌ: لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ.

  والجُبَارُ من الدَّمِ: الهَدَرُ.

  وفي الحديث: المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ جُبَارٌ؛ قال:

  حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّه ظَلَفٌ ... ما زال منَّا، وجُبَار

  وقال تَأَبَّط شَرّاً:

  بِه من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها ... جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ

  جُبَارٌ يعني سيلاً.

  كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ: جُبَارٌ.

  التهذيب: والجُبارُ الهَدَرُ.

  يقال: ذهب دَمُه جُبَاراً.

  ومعنى الأَحاديث: أَن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر، وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ، والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر.

  وفي الصحاح: إِذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه.

  وفي الحديث: السائمةُ جُبَار؛ أَي الدابة المرسَلة في رعيها.

  ونارُ إِجْبِيرَ، غير مصروف: نار الحُباحِبِ؛ حكاه أَبو علي عن أَبي عمرو الشيباني.

  وجُبَارٌ: اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم القديمة؛ قال: