[فصل الياء المثناة تحتها]
  أشب: أَشَبَ الشيءَ يَأْشِبُه أَشْباً: خَلَطَه.
  والأُشابةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع الأَشائِبُ.
  قال النابغة الذُّبْياني:
  وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ، إذْ قِيلَ قد غَزَتْ ... قَبائِلُ مِن غَسَّانَ، غَيْرُ أَشائِبِ
  يقول: وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ، لأَن كَتائِبَه وجُنُودَه مِن غَسَّانَ، وهم قَوْمُه وبنو عمه.
  وقد فَسَّر القَبائلَ في بيت بعده، وهو:
  بَنُو عَمِّه دُنْيا، وعَمْرُو بن عامِرٍ ... أُولئِكَ قَوْمٌ، بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ
  ويقال: بها أَوْباشٌ مِن الناسِ وأَوْشابٌ من الناس، وهُمُ الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقون.
  وتَأَشَّبَ القومُ: اخْتَلَطُوا، وأْتَشَبُوا أَيضاً.
  يقال: جاءَ فلان فيمن تَأَشَّبَ إليه أَي انْضَمَّ إليه والتَفَّ عليه.
  والأُشابَةُ في الكَسْبِ: ما خالَطَه الحَرامُ الذي لا خَيْرَ فيه، والسُّحْتُ.
  ورَجلٌ مَأْشُوبُ الحَسَبِ: غَيْرُ مَحْضٍ، وهو مُؤْتَشِبٌ أَي مَخْلُوطٌ غَيْرُ صَرِيحٍ في نَسَبِه.
  والتَأَشُّبُ: التَّجَمُّع مِن هُنا وهُنا.
  يقال: هؤُلاءِ أُشابَة ليسوا مِن مَكانٍ واحِد، والجمع الأَشائِبُ.
  وأَشِبَ الشَّجَرُ أَشَباً، فهو أَشِبٌ، وتَأَشَّبَ: التَفَّ.
  وقال أَبو حنيفة: الأَشَبُ شِدَّةُ التِفافِ الشجَرِ وكَثْرَتُه حتى لا مَجازَ فيه.
  يُقال: فيه موضع أَشِبٌ أَي كثير الشجَر، وغَيْضةٌ أَشِبةٌ، وغَيْضٌ أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ.
  وأَشِبَتِ الغَيْضةُ، بالكسر، أَي التَّفَتْ.
  وعَدَدٌ أَشِبٌ.
  وقولهم: عيصُكَ مِنْكَ، وإِنْ كانَ أَشِباً أَي وإِن كان ذا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غَيْرِ سَهْلٍ.
  وقولهم: ضَرَبَتْ فيه فُلانةُ بِعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي ذي الْتِباسٍ.
  وفي الحديث: إِنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لي في كذا.
  الأَشَبُ: كثرة الشجَر، يقال بَلْدةٌ أَشِبةٌ إذا كانت ذاتَ شجر، وأَراد ههنا النَّخِيل.
  وفي حديث الأَعْشَى الحِرْمازِيِّ يُخاطِبُ سيدنا رَسولَ اللَّه، ﷺ، في شَأْنِ امْرَأَتِه:
  وقَذَفَتْني بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ ... وهُنَّ شَرٌّ غالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ
  المُؤْتَشِبُ: المُلتَفُّ.
  والعِيصُ: أَصل الشجر.
  الليث: أَشَّبْتُ الشرَّ بينهم تَأْشِيباً، وأَشِبَ الكلامُ بينهم أَشَباً: التَفَّ، كما تقدَّم في الشجر، وأَشَبَه هو؛ والتَأْشِيبُ: التَّحْرِيشُ بين القوم.
  وأَشَبَه يَأْشِبُه ويَأْشُبُه أَشْباً: لامَه وعابَه.
  وقيل: قَذَفَه وخَلَط عليه الكَذِبَ.
  وأَشَبْتُه آشِبُه: لُمْتُه.
  قال أَبو ذؤَيب:
  ويَأْشِبُني فيها الَّذِينَ يَلُونها ... ولَوْ عَلِمُوا لَمْ يَأْشِبُوني بطائِلِ
  وهذا البيت في الصحاح: لم يَأْشِبوني بِباطِلِ، والصحيح لم يَأْشِبُوني بَطائِلِ.
  يقول: لو عَلِمَ هؤِلاء الذين يَلُونَ أَمْرَ هذه المرأَة أَنها لا تُولِيني إلا شيئاً يسيراً، وهو النَّظْرة والكَلِمة، لم يَأْشِبُوني بطائِل: أَي لم يَلُومُوني؛ والطَّائلُ: الفَضْلُ.
  وقيل: أَشَبْتُه: عِبْتُه ووَقَعْتُ فيه.
  وأَشَبْتُ