لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 270 - الجزء 4

  قال ابن سيده: كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة، قال: وروايتي له نسبي.

  والمَدْبَرَةُ: الإِدْبارُ؛ أَنشد ثعلب:

  هذا يُصادِيكَ إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ؛ ... وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ

  ودَبَرَ بالشيء: ذهب به.

  ودَبَرَ الرجلُ: ولَّى وشَيَّخَ؛ ومنه قوله تعالى: والليل إِذا دَبَرَ؛ أَي تبع النهارَ قَبْلَه، وقرأَ ابن عباس ومجاهد: والليل إِذ أَدْبَرَ، وقرأَها كثير من الناس: والليل إِذا دَبَرَ، وقال الفراء: هما لغتان: دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ، ودَبَرَ الصَّيْفُ وأَدْبَرَ، وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ، فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم يقولوا إِلا بالأَلف، قال: وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين يأْتي في الرجال ما أَتى في الأَزمنة، وقيل: معنى قوله: والليل إِذا دَبَرَ، جاء بعد النهار، كما تقول خَلَفَ.

  يقال: دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي أَي جاء بعدي، ومن قرأَ: والليل إِذا أَدْبَرَ؛ فمعناه ولَّى ليذهب.

  ودَابِرُ العَيْشِ: آخره؛ قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ:

  وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ، إِلَّا ... لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ

  وذا الحيات: اسم سيفه.

  ودابر العيش: آخره؛ يقول: ما عريته إِلا لأَقتلك.

  ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ: ذهب.

  وأَمْسِ الدَّابِرُ: الذاهب؛ وقالوا: مضى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ، وهذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ، لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا؛ قال الشاعر:

  وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ ... بِصُهَابَ هامِدَةً، كأَمْسِ الدَّابِرِ

  وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي:

  ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ

  ويروى المُدْبِرِ.

  قال ابن بري: والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر؛ قال: وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل الفرسان؛ وأَنشد قبله:

  ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً ... نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ

  تُزْغِلُ: تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً.

  والعَطُّ: الشَّقُّ.

  والنجلاء: الواسعة.

  ويقال: هيهات، ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ، وهو الماضي لا يرجع أَبداً.

  ورجل خاسِرٌ دابِرٌ اتباع، وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ، ويقال خاسِرٌ دامِرٌ، على البدل، وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً.

  واسْتَدْبَرَه: أَتاه من ورائه؛ وقول الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو عبيدة:

  تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ ... على الشُّرْبِ، أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ

  قال: قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر، وإِنما قيل للمستأْثر مستدبر لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه يشربها دونهم ويولي عنهم.

  والدَّابِرُ من القداح: خلاف القَابِلِ، وصاحبه مُدَابِرٌ؛ قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده:

  فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّه ... خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

  المُدابِرُ: المقمور في الميسر، وقيل: هو الذي