لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 275 - الجزء 4

  وسلم، أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه، وذلك أَن المشركين لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله ø عليهم الزنابير الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى أَخذه المسلمون فدفنوه.

  وقال أَبو حنيفة: الدِّبْرُ النحل، بالكسر، كالدَّبْرِ؛ وقول أَبي ذؤيب:

  بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها ... وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ، فهْي خَلُوجُ

  عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ، ويروي: وقد وَلَهَتْ.

  والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً: أَولاد الجراد؛ عنه.

  وروى الأَزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى مغربها.

  والدَّبْرُ: الزنابير؛ قال: ومن قال النحل فقد أَخطأَ؛ وأَنشد لامرأَة قالت لزوجها:

  إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها ... وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ

  شبه خروجها ودخولها بالنوائب.

  قال الأَصمعي: الجماعة من النحل يقال لها الثَّوْلُ، قال: وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ، ولا واحد لشيء من هذا؟ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب.

  وفي الحديث: فأَرسل الله عليهم الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ؛ هو بسكون الباء النحل، وقيل: الزنابير.

  والظلة: السحاب.

  وفي حديث بعض النساء⁣(⁣١).

  جاءت إِلى أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها: ما لَكِ؟ فقالت: مرت بي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ؛ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة.

  والدَّبْرُ: رُقادُ كل ساعة، وهو نحو التَّسْبِيخ.

  والدَّبْرُ: الموت.

  ودَابَرَ الرجلُ: مات؛ عن اللحياني، وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت:

  زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْروٍ ... أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ،

  ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِيداً ... لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ

  وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات، وأَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صديقه، وأَدْبَرَ: صار له دِبْرٌ، وهو المال الكثير.

  ودُبارٌ، بالضم: ليلة الأَربعاء، وقيل: يوم الأَربعاء عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة، وقال كراع: جاهلية؛ وأَنشد:

  أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي. ... بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ

  أَو التَّالِي دُبارِ، فإِن أَفُتْه ... فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ

  أَول: الأَحَدُ.

  وشِيارٌ: السبتُ، وكل منها مذكور في موضعه.

  ابن الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر في دُبارٍ.

  وسئل مجاهد عن يوم النَّحْسِ فقال: هو الأَربعاء لا يدور في شهره.

  والدَّبْرُ: قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها.

  وفي حديث النجاشي أَنه قال: ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين؛ وفُسِّرَ الدَّبْرَى بالجبل، قال ابن الأَثير: هو بالقصر اسم جبل، قال: وفي رواية ما أُحب أَن لي دَبْراً من ذَهَبٍ، والدَّبْرُ بلسانهم: الجبل؛ قال: هكذا فُسِّر، قال: فهو في الأُولى معرفة وفي الثانية نكرة، قال: ولا أَدري أَعربي هو أَم لا.

  ودَبَرٌ: موضع باليمن، ومنه فلان الدَّبَرِيُّ.

  وذاتُ الدَّبْرِ: اسم ثَنِيَّةٍ؛ قال ابن الأَعرابي:


(١) قوله: [وفي حديث بعض النساء] عبارة النهاية: وفي حديث سكينة ا ه. قال السيد مرتضى: هي سكينة بنت الحسين، كما صرح به الصفدي وغيره ا ه. وسكينة بالتصغير كما في القاموس.