[فصل التاء المثناة فوقها]
  أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه ... شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ
  نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه ... ضاحِي المَوارِدِ، كالحَصِيرِ المُرْمَلِ
  نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً.
  أَراد: في نواحي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ.
  شَبَّه ما في هذا الطَرِيقِ المُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُرُقاتِ بآثار السِّنِّ، وهو الحَديدُ الذي يُحْرَثُ به الأَرضُ.
  وقال آخر في مثله:
  أَنَّضَيْتُها من ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها ... في مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما
  أَي في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ.
  وفي حديث الدعاءِ: حتى اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ في أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ.
  والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ: ضَرْبٌ من التمر، وهو بالبحرين كالشّهْرِيزِ بالبَصْرة.
  قال أَبو حنيفة: وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ البَحْرَيْنِ.
  وفي التهذيب: رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ.
  قال الشاعر:
  وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه ... إذا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا
  وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إذا دَبِرَ.
  وجَمَلٌ تابُّ: كذلك.
  ومن أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاه تَبّاً.
  يقول: لم يَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ عليه ما مَلَكَ.
  وتَبْتَبَ إذا شاخَ.
  تجب: التِّجابُ من حجارة الفِضَّة: ما أُذيب مَرَّةً، وقد بَقِيتْ فيه فَضَّةٌ، القِطْعَةُ منه تِجابةٌ.
  ابن الأَعرابي: التِّجْبابُ: الخَطُّ مِن الفِضَّةِ يكون في حَجَر المَعْدِن.
  وتَجُوبُ: قبِيلةٌ مِن قَبائِل اليَمَنِ.
  تخرب: ناقةٌ تَخْرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ.
  قال ابن سيده: وإنما قضي على التاء الأُولى أَنها أَصل لأَنها لا تُزادُ أَوّلاً إلا بِثَبْتٍ.
  تذرب: تَذْرب: موضع.
  قال ابن سيده: والعِلَّةُ في أَن تاءه أَصلية ما تقَدَّمَ في تخرب.
  ترب: التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عن كراع، كله واحد، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عن اللحياني.
  ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ وتُرابةٌ.
  وبفيه التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ.
  الليث: التُّرْبُ والتُّرابُ واحد، إلا أَنهم إذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة.
  يقال: أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فإذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت: تُرابة، وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إلا بالتَّوَهُّم.
  وفي الحديث: خَلَقَ اللَّه التُّرْبةَ يوم السبت.
  يعني الأَرضَ.
  وخَلَق فيها الجِبالَ يوم الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ.
  الليث: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب.
  يقال: لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ.
  والتَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها.
  وفي الحديث: احْثُوا في وُجُوه المَدَّاحِينَ التُّرابَ.
  قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ، كما يقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ: لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب.
  وقَريبٌ منه قولُه، ﷺ: وللعاهر الحَجَرُ.
  وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، واستعمله المِقدادُ على ظاهره،