لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 311 - الجزء 4

  لا تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه ... فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ

  أَراد لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً؛ قال أَبو منصور: وقد أَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذِّكْرُ عيباً؛ وقال في قول عنترة لا تذكري فرسي: معناه لا تولعي بِذِكْرِه وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال.

  وقال الزجاج نحواً من قول الفراء، قال: ويقال فلان يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم ويذكر عيوبهم، وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني عليه ويوحده، وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه.

  وفي حديث عليّ: أَن عليّاً يَذْكُرُ فاطمة يخطبها، وقيل: يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها، ومنه حديث عمر: ما حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً، من قولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أَي قلته له، وليس من الذِّكْر بعد النسيان.

  والذُّكَارَةُ: حمل النخل؛ قال ابن دريد: وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ.

  والذَّكَرُ: معروف، والجمع ذُكُورٌ ومَذاكِيرُ، على غير قياس، كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل وبين الذَّكَرِ الذي هو العضو.

  وقال الأَخفش: هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العَبَاديد والأَبابيل؛ وفي التهذيب: وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى ما يليه المَذَاكِيرَ، ولا يفرد، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ ومَقَادِيم.

  وفي الحديث: أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ فَجَبَّ مَذَاكِيرَه؛ هي جمع الذَّكَرِ على غير قياس.

  ابن سيده: والمذاكير منسوبة إِلى الذَّكَرِ، واحدها ذَكَرٌ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ.

  والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد: أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه، وهو خلافُ الأَنِيثِ، وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به القدوم والفأْس ونحوه، أَعني بالذَّكَرِ من الحديد.

  ويقال: ذهبتْ ذُكْرَه السيف وذُكْرَه الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما.

  وفي الحديث: أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً فسئل عن ذلك فقال: إِنه أَذْكَرُ؛ أَي أَحَدُّ.

  وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي صارِمٌ، والذُّكْرَةُ: القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس وغيره، وقد ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ؛ أَنشد ثعلب:

  صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ ... يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُه

  وقالوا لخِلافه: الأَنِيثُ.

  وذُكْرَةُ السيف والرجل: حِدَّتُهما.

  ورجل ذَكِيرٌ: أَنِفٌ أَبِيُّ.

  وسَيْف مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ومَتْنُه أَنِيثٌ، يقول الناس إِنه من عمل الجن.

  الأَصمعي: المُذَكَّرَةُ هي السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك.

  وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء.

  وقوله تعالى: ص والقرآن ذي الذِّكْرِ؛ أَي ذي الشَّرَفِ.

  وفي الحديث: إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر ويقاتل ليُحْمَدَ؛ أَي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة.

  والذِّكْرُ: الشرف والفخر.

  وفي صفة القرآن: الذِّكْر الحكيم أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف.

  وتذكر: بطن من ربيعة، والله ø أَعلم.

  ذمر: الذَّمْرُ: اللَّوْمُ والحَضُّ معاً.

  وفي حديث عليّ، #: أَلا وإِن الشيطان قد ذَمَّرَ حِزْبَه أَي حضهم وشجعهم؛ ذَمَرَه يَذْمُرُه ذَمْراً: لامَه وحَضَّه وحَثَّه.

  وتَذَمَّرَ هو: لام نفسه، جاء مطاوعه على غير الفعل.

  وفي حديث صلاة الخوف: