لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 236 - الجزء 1

  أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً.

  قال الشاعر:

  وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ

  أَي مشدودٌ بالرِّصافِ.

  والثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إلا أَنها بِيضٌ.

  وأَثارِبُ: موضع.

  ثرقب: الثُّرْقُبِيَّةُ والفُرْقُبِيَّةُ: ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، حكاها يعقوب في البدل، وقيل: من ثياب مصر.

  يقال: ثوب ثُرْقُبيٌّ وفُرْقُبِيٌّ.

  ثعب: ثَعَبَ الماءَ والدَّمَ ونحوَهما يَثْعَبه ثَعْباً: فَجَّره، فانْثَعَبَ كما يَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْف.

  قال الليث: ومنه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المطَر.

  وفي الحديث: يجيءُ الشَّهيدُ يومَ القيامةِ، وجُرْحُه يَثْعَبُ دَماً؛ أَي يَجْري.

  ومنه حديث عمر، ¥: صَلَّى وجُرْحُه يَثْعَب دَماً.

  وحديث سعدٍ، ¥: فقَطَعْتُ نَساه فانْثَعَبَتْ جَدِّيةُ الدَّمِ، أَي سالَتْ، ويروى فانْبَعَثَتْ.

  وانْثَعَبَ المطَرُ: كذلك.

  وماءٌ ثَعْبٌ وثَعَبٌ وأُثْعُوبٌ وأُثْعُبانٌ: سائل، وكذلك الدّمُ؛ الأَخيرة مَثَّلَ بها سيبويه وفسرها السيرافي.

  وقال اللحياني: الأُثْعُوبُ: ما انْثَعَبَ.

  والثَّعْبُ مَسِيلُ الوادي⁣(⁣١)، والجمع ثُعْبانٌ.

  وجَرى فَمُه ثَعابِيبَ كسَعابِيبَ، وقيل: هو بَدَلٌ، وهو أَن يَجْري منه ماءٌ صافٍ فيه تمَدُّدٌ.

  والمَثْعَبُ، بالفتح، واحد مَثاعِبِ الحِياضِ.

  وانْثَعَبَ الماءُ: جَرى في المَثْعَبِ.

  والثَّعْبُ والوَقيعةُ والغَدير كُلُّه من مَجامع الماء.

  وقال الليث: والثَّعْبُ الذي يَجْتَمعُ في مَسيلِ المطر من الغُثاء.

  قال الأَزهري: لم يُجَوِّد الليث في تفسير الثَّعْبِ، وهو عندي المَسِيلُ نفسُه، لا ما يجتمع في المَسِيل من الغُثاء.

  والثُّعْبانُ: الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ، الذكرُ خاصّةً.

  وقيل: كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ.

  والجمع ثَعابينُ.

  وقوله تعالى: فأَلْقَى عَصاه فإذا هي ثُعْبانٌ مُبِينٌ؛ قال الزجاج: أَراد الكبيرَ من الحَيَّاتِ، فإن قال قائل: كيف جاء فإذا هي ثُعْبانٌ مبين.

  وفي موضع أخر: تَهْتَزُّ كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الصغيرُ من الحيّات.

  فالجواب في ذلك: أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظيمِ، واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه.

  قال ابن شميل: الحَيَّاتُ كلها ثُعْبانٌ، الصغير والكبير والإِناث والذُّكْرانُ وقال أَبو خَيْرة: الثعبانُ الحَيَّةُ الذكَر.

  ونحو ذلك قال الضحاك في تفسير قوله تعالى: فإذا هي ثُعْبان مبين.

  وقال قطرب: الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، وهو من أَعظمِ الحَيّات.

  وقال شمر: الثُّعبانُ من الحَيّاتِ ضَخْمٌ عظيم أَحمر يَصِيدُ الفأْر.

  قال: وهي ببعض المواضع تُسْتَعار للفَأْر، وهو أَنفَعُ في البَيْتِ من السَّنانِير.

  قال حميد بن ثور:

  شَدِيدٌ تَوَقِّيه الزِّمامَ، كَأَنما ... نَرى، بتَوَقِّيه الخِشاشةَ، أَرْقَمَا

  فلمّا أَتَتْه أَنْشَبَتْ في خشاشِه ... زِماماً، كَثُعْبانِ الحَماطةِ، مُحْكَمَا

  والأُثْعبانُ: الوَجْه الفَخْم في حُسْن بيَاضٍ.

  وقيل:


(١) قوله [والثعب مسيل الخ] كذا ضبط في المحكم والقاموس وقال في غير نسخة من الصحاح والثعب بالتحريك مسيل الماء.