لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 237 - الجزء 1

  هو الوَجْه الضَّخْم. قال:

  إنِّي رَأَيتُ أُّثْعباناً جَعْدَا ... قد خَرَجَتْ بَعْدي، وقَالَتْ نَكْدَا

  قال الأَزهري: والأَثْعَبِيُّ الوَجْه الضَخْمُ في حُسْن وبَياضٍ.

  قال: ومنهم مَن يقول: وجه أُثْعُبانِيٌّ.

  ابن الأَعرابي: من أَسماءِ الفأْر البِرُّ والثُّعْبةُ والعَرِمُ.

  والثُّعْبةُ ضَرْبٌ من الوَزَغ تُسمى سامَّ أَبْرَصَ، غير أَنها خَضْراءُ الرأْس والحَلْقِ جاحظةُ العينين، لا تَلْقاها أَبداً إلَّا فاتِحةً فاها، وهي مِن شَرِّ الدَّوابِّ تَلْدَغُ فلا يَكادُ يَبْرَأُ سَلِيمُها، وجمعها ثُعَبٌ.

  وقال ابن دريد: الثُّعْبةُ دابّةٌ أَغْلَظُ من الوَزَغةِ تَلْسَعُ، ورُبما قَتَلَتْ، وفي المثل: ما الخَوافي كالقِلَبةِ، ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبةِ.

  فالخَوافي: السَّعَفاتُ اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ.

  والخُنَّازُ: الوَزَغةُ.

  ورأَيت في حاشية نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته: قال أَبو سهل: هكذا وجدته بخط الجوهريّ الثُّعْبة، بتسكين العين.

  قال: والذي قرأْته على شيخي، في الجمهرة، بفتح العين.

  والثُّعْبةُ نبتةٌ⁣(⁣١) شَبِيهة بالثُّعْلةِ إلا أَنها أَخْشَن ورقاً وساقُها أَغْبَرُ، وليس لها حَمْل، ولا مَنْفعةَ فيها، وهي من شجر الجبل تَنْبُت في مَنابِت الثُّوَعِ، ولها ظِلٌّ كَثِيفٌ، كلُّ هذا عن أَبي حنيفة.

  والثَّعْبُ: شجر، قال الخليل: الثُّعْبانُ ماء، الواحد ثَعْبٌ.

  وقال غيره: هو الثَّغْبُ، بالغين المعجمة.

  ثعلب: الثَّعْلَبُ من السبِّاع مَعروفة، وهي الأُنثى، وقيل الأُنثى ثَعْلبةٌ والذكر ثَعْلَبٌ وثُعْلُبانٌ.

  قال غاوِي بن ظالِم السُّلَمِيّ، وقيل هو لأَبي ذر الغفاري، وقيل هو لعَبَّاس بن مِرْداس السُلَمي، ¤:

  أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه ... لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ عليه الثَّعالِبُ⁣(⁣٢)

  الأَزهري: الثَّعْلَبُ الذكرُ، والأُنثى ثُعالةٌ، والجمع ثَعَالِبُ وثَعالٍ.

  عن اللحياني: قال ابن سيده ولا يُعْجِبُني قوله، وأَما سيبويه فإِنه لم يجز ثَعالٍ إِلَّا في الشعر كقول رجل من يَشْكُرَ:

  لهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ، تُتَمِّره ... مِنَ الثَّعالي، ووَخْزٌ مِن أَرانِيها

  ووجَّه ذلك فقال: إِن الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ إِلى الياء أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كما يُبْدِلُها مكانَ الهمزة.

  وأَرضٌ مُثَعْلِبةٌ، بكسر اللام: ذاتُ ثَعالِبَ.

  وأَما قَولُهم: أَرضٌ مَثْعَلةٌ، فهو من ثُعالةَ، ويجوز أَيضاً أَن يكون من ثَعْلَبَ، كما قالوا مَعْقَرةٌ لأَرض كثيرة العَقاربِ.

  وثَعْلَبَ الرَّجلُ وتَثَعْلَبَ: جَبُنَ وراغَ، على التَّشْبِيه بعَدْوِ الثَّعْلَب.

  قال:

  فَإِنْ رَآني شاعِرٌ تَثَعْلبَا⁣(⁣٣)

  وثَعْلَبَ الرَّجلُ من آخَر فَرَقاً.

  والثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْح الداخِلُ في جُبَّةِ


(١) قوله [والثعبة نبتة الخ] هي عبارة المحكم والتكملة لم يختلفا في شيء إلا في المشبه به فقال في المحكم شبيهة بالثعلة وفي التكملة بالثوعة.

(٢) ١ قوله أرب الخ كذا استشهد الجوهري به على قوله والذكر ثعلبان، وقال الصاغاني والصواب في البيت الثعلبان تثنية ثعلب.

(٣) قوله فان رآني في التكملة بعده:

وان حداه الحين أو تذايله