لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 433 - الجزء 4

  الساعة ثم يوقعونه على اليوم ويقولون: زُرْته العامَ، وإِنما زاره في يوم منه.

  وأَشْهَرَ القومُ: أَتى عليهم شهرٌ، وأَشهرتِ المرأَة: دخلتْ في شهرِ وِلادِها، والعرب تقول: أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَي أَتى علينا شهر: قال الشاعر:

  ما زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم ... مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ

  وأَشْهَرْنَا مذ نزلنا على هذا الماء أَي أَتى علينا شهر.

  وأَشهرنا في هذا المكان: أَقمنا فيه شهراً.

  وأَشْهَرْنا: دخلنا في الشهر.

  وقوله ø: فإِذا انسلخ الأَشهُرُ الحُرُم؛ يقال: الأَربعةُ أَشهر كانت عشرين من ذي الحجة والمحرمَ وصفرَ وشهرَ ربيع الأَول وعشراً من ربيع الآخر، لأَن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل، ويقال لأَيام الخريف في آخر الصيف: الصَّفَرِيَّةُ؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسولُ الله، :

  فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يوم ... وما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ

  الشُّهور: العلماء، الواحد شَهْر.

  ويقال: لفلان فضيلة اشْتَهَرها الناسُ.

  وشَهَر فلان سيفَه يَشْهَرُه شَهْراً أَي سَلَّه؛ وشَهَّرَه: انْتَضاه فرفعه على الناس؛ قال:

  يا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا ... أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا

  وفي حديث عائشة: خرج شاهِراً سيفه راكباً راحِلَته؛ يعني يوم الرِّدَّة، أَي مُبْرِزاً له من غمده.

  وفي حديث ابن الزبير: من شَهَر سيفه ثم وضعه فَدَمُه هَدَرٌ، أَي من أَخرجه من غمده للقتال، وأَراد بوضَعَه ضرب به؛ وقول ذي الرمة:

  وقد لاحَ لِلسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى ... على أُخْرَياتِ الليل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

  أَي صبح مشهور.

  وفي الحديث: ليس مِنّا من شَهَر علينا السلاح.

  وامرأَة شَهِيرة: وهي العَرِيضة الضخمة، وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها.

  والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس.

  وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة: عريضة واسعة.

  والشِّهْرِيَّة: ضرْب من البَراذِين، وهو بين البِرذَون والمُقْرِف من الخيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  لها سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ ... حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا

  فسَّره فقال: واشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه، ويعني بالسَّلَفِ الفحل.

  والإِفالُ: صغار الإِبل.

  وقد سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً.

  وشَهْرانُ: أَبو قبيلة من خَثْعَم.

  وشُهارٌ: مَوضع؛ قال أَبو صخر:

  ويومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً ... على دُبُرٍ مُجْلٍ، من العَيْشِ، نافِدِ

  شهبر: الشَّهْبَرَة والشَّهْرَبة: العجوز الكبيرة.

  وفي الحديث: لا تَتَزَوّجَنَّ شَهْبَرة ولا نَهْبَرة؛ الشَّهْبَرَة: الكبيرة الفانية.

  والشَّيْهَبُور: كالشَّهْبَرة؛ وشيخ شَهْرَب وشَهْبَر؛ عن يعقوب.

  قال الأَزهري: ولا يقال للرجل شَهْبَرٌ؛ قال شِظاظ الضبَّي، وهو أَحد اللصوص الفُتَّاك، وكان رأَى عجوزاً معها جمل حسن، وكان راكباً على بكر له فنزل عنه وقال: أَمسكي لي هذا البكر لأَقضي حاجة وأَعود، فلم تستطع العجوز حفظ الجملين فانفلت منها جملها ونَدَّ، فقال: