لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 240 - الجزء 1

  عَلى ثُقَبٍ. وقد ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه.

  قال العجاج:

  بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ

  ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ.

  والمِثْقَبُ: الآلةُ التي يُثْقَبُ بها.

  ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، واحدها مَثْقُوبٌ والمُثَقِّبُ، بكسر القاف: لقب شاعر من عبد القَيْسِ معروف، سُمي به لقوله:

  ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً ... وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ

  واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدي.

  والوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، وهو ثَقْبٌ في السِّتْر وغيره على مِقْدار العَيْن، يُنْظَر منه.

  وثَقَّبَ عُودَ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإذا اسْوَدَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ؛ فإذا زاد قليلاً قيل: قد أَدْبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فإذا تَمَّتْ خُوصَتُه قيل: قد أَخْوَصَ.

  وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إذا ثَقَّبَه الحَلَمُ.

  والثُّقُوب: مصدر النارِ الثاقبةِ.

  والكَوْكَبُ الثاقِبُ: المُضِيءُ.

  وتَثْقِيبُ النار: تَذْكِيَتُها.

  وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً: اتَّقَدَتْ.

  وثَقَّبَها هو وأَثْقَبها وتَثَقَّبها.

  أَبو زيد: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إثْقاباً، وثَقَّبْتُ بها تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بها تَمْسِيكاً، وذلك إذا فَحَصْت لها في الأَرض ثم جَعَلْت عليها بَعَراً وضِراماً، ثم دَفَنْتَها في التراب.

  ويقال: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حين تَقْدَحُها.

  والثِّقابُ والثَّقُوب: ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان.

  ويقال: هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به.

  ويقال: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ.

  وأَثْقَبْتُها أَنا إثقاباً.

  وزَنْدٌ ثاقِبٌ: وهو الذي إذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه.

  وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي مُضِيءٌ.

  وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء.

  وفي التنزيل العزيز: وما أَدراكَ ما الطَّارِقُ النجمُ الثاقِبُ.

  قال الفرَّاء: الثاقِبُ المُضِيءُ؛ وقيل: النجم الثاقِبُ زُحَلُ.

  والثاقِبُ أَيضاً: الذي ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر إذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ، وكلُّ ذلك قد جاءَ في التفسير.

  والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد.

  وفي حديث الصّدّيق، ¥: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم.

  والثَّاقِبُ: المُضِيءُ، ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس، ®: إنْ كان لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه.

  والمِثْقَبُ.

  بكسر الميم: العالِمُ الفَطِنُ.

  وثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ.

  وأَنشد أَبو حنيفة:

  بِريحِ خُزامَى طَلَّةِ مِنِ ثِيابِها ... ومَنْ أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ، ثاقِبْ

  الليث: حَسَبٌ ثاقِبٌ إذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه.

  الأَصمعي: حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَيِّر