لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 485 - الجزء 4

  يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ والتَّرْغِيبُ.

  والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي.

  يقال: نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْه، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه.

  والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قال أَوس بن حَجَر:

  وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ... يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ

  واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ.

  وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشرِّ ومُقَاساةٍ له.

  والضَّرِيرُ من النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ على كلّ شيء؛ قال:

  باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ ... شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ

  وقال:

  أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ ... ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها

  الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عليه ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد:

  وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ

  يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ؛ قال الأَصمعي في قول الشاعر:

  بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها ... بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها

  قال: ضريرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِليُّ عنه؛ وقول مليح الهذلي:

  وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنوبني ... بُعَيدَ الكَرَى منه، ضَرِيرٌ مُحافِلُ

  أَراد مُلازِم شَدِيد.

  وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه؛ قال أَبو خراش:

  والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها ... لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ

  أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَه.

  وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وكان لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه:

  إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ ... من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار

  الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ يقول: ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما يَزِيدُكَ؛ قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ صَبْراً، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ.

  ابن الأَعرابي: ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً، واحِدٌ.

  وقال ابن السكيت في أَبواب النفي: يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لا يَزِيدُك.

  والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ.

  يقال: ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها.

  وإِنه لذُو ضَرِيرٍ على امرأَته أَي غَيْرة؛ قال الراجز يصف حماراً:

  حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه

  وضارّه مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة:

  وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ ... متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا