لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 534 - الجزء 4

  وعَبَوْثَران شَرٍّ وعُبَيْثَرة شر إِذا وقع في أَمر شديد.

  قال: والعَبَيثرانُ شجرة طيبة الريح كثيرة الشوك لا يَكادُ يَتَخلص منها مَنْ شاكها، يضرب مثلاً لكل أَمر شديد.

  عبجر: العَبَنْجَر: الغليظ.

  عبسر: العُبْسور من النُّوق: السريعة.

  الأَزهري: العُبْسور الصلْبة.

  عبقر: عَبْقَر: موضع بالبادية كثير الجن.

  يقال في المثل: كأَنهم جِنُّ عَبْقَر؛ فأَما قول مَرَّار بن مُنْقِذٍ العَدَوي:

  هل عَرَفْتَ الدارَ أَم أَنكرتَهَا ... بَيْنَ تِبْراكٍ فَشَمَّيْ عَبَقُرْ؟

  وفي الصحاح: فَشَسَّيْ عَبَقُرْ، فإِن أَبا عثمان ذهب إِلى أَنه أَراد عَبْقَر فغير الصيغة؛ ويقال: أَراد عبَيْقُر فحذف الياء، وهو واسع جدّاً؛ قال الأَزهري: كأَنه توهم تثقيل الراء وذلك أَنه احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن، فلو ترك القاف على حالها مفتوحة لتحول البناء إِلى لفظ لم يجئ مثله، وهو عَبَقَر، لم يجئ على بنائه ممدود ولا مُثَقَّل، فلما ضم القاف توهم به بناء قَرَبوسٍ ونحوه والشاعر يجوز له أَن يَقْصِر قربوس في اضطرار الشعر فيقول قَرَبُس، وأَحسن ما يكون هذا البناء إِذا ذهب حرف المدّ منه أَن يثقل آخره لأَن التثقيل كالمد؛ قال الجوهري: إِنه لما احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن وتَوَهَّمَ تشديد الراء ضم القاف لئلا يخرج إِلى بناء لم يجئ مثله فأَلحقه ببناءٍ جاء في المَثَل، وهو قولهم هو أَبْردُ من عَبَقُرٍّ، ويقال: حَبَقُرٍّ كأَنهما كلمتان جُعِلَتا واحدة لأَن أَبا عمرو بن العلاء يرويه أَبرد من عَبِّ قُرٍ؛ قال: والعَبُّ اسم للبَرَد الذي ينزل من المُزْن، وهو حَبُّ الغَمام، فالعين مبدلة من الحاء.

  والقُرُّ: البَردُ؛ وأَنشد:

  كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍ باردٌ ... أَو ريحُ مسك مَسَّه تَنْضاحُ رِكْ

  ويروى:

  كأَنَّ فاها عَبْقَرِيٌّ بارد

  والرِّكُّ: المطر الضعيف، وتَنْضاحُه: ترشُّشه.

  الأَزهري: يقال إِنه لأَبْرَدُ من عَبَقُرٍّ وأَبرد من حَبَقُرٍّ وأَبرد من عَضْرَسٍ؛ قال: والحَبَقُرُّ والعَبَقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ.

  الأَزهري: قال المبرد عَبَقُرٌّ والعَبَقُرُّ البَرَد.

  الجوهري: العَبْقَرُ موضع تزعم العرب أَنه من أَرض الجن؛ قال لبيد:

  ومَنْ فادَ من إِخوانِهِم وبَنِيهِمُ ... كُهُول وشُبَّان كجنَّةِ عَبْقَرِ

  مَضَوْاً سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ ... بَهيّاً من السُّلَّافِ، ليس بِجَيْدَر

  أَي قصير؛ ومنها:

  أَقي العِرضَ بالمال التِّلادِ، وأَشْتَري ... به الحمدَ، إِن الطالبَ الحمد مُشْتَري

  وكم مُشْتَرٍ من ماله حُسْنَ صِيته ... لآِبائِه في كلّ مَبْدًى ومَحْضَرِ

  ثم نسبوا إِليه كل شيء تعجبوا من حِذْقِه أَو جَوْدة صنعته وقوته فقالوا: عَبْقَرَيٌّ، وهو واحد وجمع، والأُنثى عَبْقَرِيَّةٌ؛ يقال: ثياب عبقرية.

  قال ابن بري: قول الجوهري العَبْقرُ موضع صوابه أَن يقول عَبْقَرٌ بغير أَلف ولام لأَنه اسم علم لموضع؛ كما قال امرؤ القيس:

  كأَنّ صَليلَ المَرْوِ، حين تشدُّه ... صَليلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بعَبْقَرا