لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 251 - الجزء 1

  والجَبُوبةُ: المَدَرةُ. ويقال للمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ.

  وفي الحديث: أَن رجلاً مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإذا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ.

  قال القتيبي، قال الأَصمعي: الجَبُوب، بالفتح: الأَرضُ الغَلِيظةُ.

  وفي حديث عليّ، كرَّم اللَّه وجهه: رأَيتُ المصطفى، ، يصلي أَو يسجد على الجَبُوبِ.

  ابن الأَعرابي: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ.

  وفي الحديث: أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فيها.

  هو من الأَوّل⁣(⁣١).

  وفي حديث عمر: سأَله رجل، فقال: عَنَّتْ لي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ.

  وفي حديث أَبي أُمامةَ قال: لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللَّه، ، في القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إليهم الجَبُوبَ، ويقول: سُدُّوا الفُرَجَ، ثم قال: إنه ليس بشيءٍ ولكنه يُطَيِّبُ بنَفْسِ الحيّ.

  وقال أَبو خراش يصف عُقاباً أَصابَ صَيْداً:

  رأَتْ قَنَصاً على فَوْتٍ، فَضَمَّتْ ... إلى حَيْزُومِها، رِيشاً رَطِيبا

  فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ ... تُصادِمُ، بين عَيْنيه، الجَبُوبا

  قال ابن شميل: الجَبُوبُ وجه الأَرضِ ومَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل.

  أَبو عمرو: الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد:

  لا تَسْقِه حَمْضاً، ولا حَلِيبا ... انْ ما تَجِدْه سابِحاً، يَعْبُوبا،

  ذا مَنْعةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبا

  وقال غيره: الجَبُوب الحجارة والأَرضُ الصُّلْبةُ.

  وقال غيره:

  تَدَعُ الجَبُوبَ، إذا انْتَحَتْ ... فيه، طَرِيقاً لاحِبا

  والجُبابُ، بالضم: شيء يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فيصير كأَنه زُبْد، ولا زُبْدَ لأَلبانها.

  قال الراجز:

  يَعْصِبُ فاه الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ ... عَصْبَ الجُبابِ بِشفاه الوَطْبِ

  وقيل: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وقد أَجَبَّ اللَّبَنُ.

  التهذيب: الجُبابُ شُبه الزبد يَعْلُو الأَلبانَ، يعني أَلبان الإِبل، إذا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وهو مُعَلَّقٌ عليه، فيَجْتمِعُ عند فَمِ السِّقاء، وليس لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إنما هو شيء يُشْبِه الزُّبْدَ.

  والجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الذي لا يُطْلَبُ.

  وجَبَّ القومَ: غَلَبَهم.

  قال الراجز:

  مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فقد غَلَبْ ... خُبْزاً بِسَمْنٍ، وهْو عند الناس جَبْ

  وجَبَّتْ فلانة النساء تَجُبُّهنّ جَبّاً: غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها.

  قالَ الشاعر:

  جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس

  وجابَّنِي فجَبَبْتُه، والاسم الجِبابُ: غالَبَني فَغَلَبْتُه.

  وقيل: هو غَلَبَتُك إياه في كل وجْه من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غير ذلك.

  وقوله:

  جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ

  قال: هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وهو السَّبَبُ، ثم أَلقَتْه إلى نساء الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما


(١) قوله [هو من الأَول] لعل المراد به المدرة الغليظة.