لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 40 - الجزء 5

  في قوله ø: غيرَ مُحِلِّي الصَّيْد: بمعنى لا، جعلا معاً غَيْرَ بمعنى لا، وقوله ø: غيرَ مُتَجانفٍ لإِثمٍ، غيرَ حال هذا.

  قال الأَزهري: ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق.

  وقوله ø: هل مِنْ خالقٍ غيرُ الله يرزقكم؛ وقرئ: غَيْرِ الله، فمن خفض ردَّه على خالق، ومن رفعه فعلى المعنى أَراد: هل خالقٌ؛ وقال الفراء: وجائز هل من خالق⁣(⁣١).

  غيرَ الله، وكذلك: ما لكم من إِله غيرَه، هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله إِلا هُوَ، فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا.

  وقال ابن الأَنباري في قولهم: لا أَراني الله بك غِيَراً؛ الغِيَرُ: من تغيَّر الحال، وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما أَشبههما، قال: ويجوز أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ؛ وأَنشد:

  ومَنْ يَكْفُرِ الله يَلْقَ الغِيَرْ

  وتغيَّر الشيءُ عن حاله: تحوّل.

  وغَيَّرَه: حَوَّله وبدّله كأَنه جعله غير ما كان.

  وفي التنزيل العزيز: ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم؛ قال ثعلب: معناه حتى يبدِّلوا ما أَمرهم الله.

  والغَيْرُ: الاسم من التغيُّر؛ عن اللحياني؛ وأَنشد:

  إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغيَرْ

  قال: ولا يقال إِلا غَيَّرْت.

  وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس بمصدر إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد.

  وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ: حَوَّله.

  وتَغَايرتِ الأَشياء: اختلفت.

  والمُغَيِّر: الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه ليخفف عنه ويُريحه؛ وقال الأَعشى:

  واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْمِ ... وكان النِّطافُ ما في العَزَالي

  ابن الأَعرابي: يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطَّ عنه رَحْله وأَصلح من شأْنه؛ وقال القُطامي:

  إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ

  وغِيَرُ الدهْرِ: أَحوالُه المتغيِّرة.

  وورد في حديث الاستسقاء: مَنْ يَكْفُرِ الله يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح إِلى الفساد.

  والغِيَرُ: الاسم من قولك غَيَّرْت الشيء فتغيَّر.

  وأَما ما ورد في الحديث: أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني نَتْفَه، فإِنّ تغيير لونِه قد أُمِر به في غير حديث.

  وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم: أَصابهم بمَطر وخِصْب، والاسم الغِيرة.

  وأَرض مَغِيرة، بفتح الميم، ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة.

  يقال: اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير.

  وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سقاها.

  وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم، يَغِيرهم ويَغُورهم.

  وغارَنا الله بخير: كقولك أَعطانا خيراً؛ قال أَبو ذؤيب:

  وما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَاره ... عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها

  وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً: نفعه؛ قال عبد مناف بن ربعيّ الهُذَلي:⁣(⁣٢).

  ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما ... لا تَرْقُدانِ، ولا بُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا

  يقول: لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً.

  والغِيرة، بالكسر، والغِيارُ: المِيرة.

  وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي مارَهُم ونفعهم؛


(١) قوله [هل من خالق الخ] هكذا في الأَصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق الخ.

(٢) قوله [عبد مناف] هكذا في الأَصل، والذي في الصحاح: عبد الرحمن.