لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 51 - الجزء 5

  الجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه:

  فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له ... سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ

  وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد: فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.

  والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى.

  وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تهاربوا.

  وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه قوله تعالى: أَين المِفَرُّ.

  والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع.

  وأَفَرَّ به: فَعَل به فِعْلًا يَفِرُّ منه.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله إِلا الله.

  التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به عملًا يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث عاتكة:

  أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم ... فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ

  أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول.

  والفَرورُ من النساء: النَّوارُ.

  وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ، وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد أَفْرَرْته.

  وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها.

  يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِليها.

  أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت:

  ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات ... إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ

  ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُه.

  ويقال: الخبيثُ عينُه فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها، وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته.

  الجوهري: إِن الجوادَ عينُه فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ أَسنانه.

  وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه.

  وفي خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ.

  وفي حديث ابن عمر، ®، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها.

  وفي حديث عمر: قال لابن عباس، ¥: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي أَكشفك.

  ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته، بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.

  وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله.

  ويقال أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال:

  وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ ... إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا

  وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع غيرُها.

  وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه.

  وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة النبي،