لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 119 - الجزء 5

  بالسُّريانية مِلءُ مَسْك ثَوْر ذهباً أَو فضة، ومنه قولهم: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ.

  وفي التنزيل العزيز: والقَناطِيرِ المُقَنْطَرةِ.

  وفي الحديث: من قامَ بأَلف آية كُتِبَ من المُقَنْطِرِينَ؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً من الأَجْر.

  وروى أَبو هريرة عن النبي، ، قال: القِنْطارُ اثنا عشر أَلف أُوقية، الأُوقية خير مما بين السماء والأَرض.

  وروى ابن عباس عن النبي، ، أَنه قال: من قرأَ أَربعمائة آية كتب له قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مائة مثقال، المثقال عشرون قيراطاً، القيراط مثل واحد.

  أَبو عبيدة: القَناطِير واحدها قِنْطار، قال: ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد له من لفظه، يقولون: هو قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثور ذهباً.

  والمُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة من لفظه أَي مُتَمَّمة، كما قالوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، ويجوز القناطير في الكلام، والمُقَنْطَرةُ تسعة، والقناطير ثلاثة، ومعنى المُقَنْطَرة المُضَعَّفة.

  قال ثعلب: اختلف الناس في القنطار ما هو، فقالت طائفة: مائة أُوقية من ذهب، وقيل: مائة أُوقية من الفضة، وقيل: أَلف أُوقية من الذهب، وقيل: أَلف أُوقية من الفضة، وقيل: مِلْءُ مَسْك ثور ذهباً، وقيل: ملء مسك ثور فضة، ويقال: أَربعة آلاف دينار، ويقال: أَربعة آلاف درهم، قال: والمعمول عليه عند العرب الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دينار.

  قال: وقوله المُقَنْطرة، يقال: قد قَنْطَرَ زيدٌ إِذا ملك أَربعة آلاف دينار، فإِذا قالوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فمعناها ثلاثة أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ ودَوْرٌ، فمحصولها اثنا عشر أَلف دينار.

  وفي الحديث: أَن صَفْوان بنَ أُمَيَّة قَنْطَر في الجاهلية وقَنْطَر أَبوه؛ أَي صار له قِنْطارٌ من المال.

  ابن سيده: قَنْطَر الرجلُ ملك مالًا كثيراً كأَنه يوزن بالقِنْطار.

  وقِنْطار مُقَنْطَر: مَكَمَّل.

  والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة من المال.

  والقِنْطارُ: طِلاءٌ⁣(⁣١).

  هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود البخور.

  لعُود البَخُور.

  والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بالكسر: الداهية؛ قال الشاعر:

  إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ

  الغريف: الأَجَمَةُ.

  ويقال: جاء فلان بالقِنْطِير، وهي الداهية؛ وأَنشد شمر:

  وكلُّ امرئٍ لاقٍ من الأَمر قِنْطِرا

  وأَنشد محمد بن إِسحق السَّعْدي:

  لَعَمْري لقد لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً ... من الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمُّ قَناطِرُه

  أَي دواهيه.

  والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ من الطير؛ يمانية.

  وبنو قَنْطُوراءَ: هم التُّرْكُ، وذكرهم حذيفة فيما روي عنه في حديثه فقال: يُوشِكُ بنو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل العراق من عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ البَصْرة منها، كأَني بهم خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الوجوه، قال: ويقال إِن قَنْطوراء كانت جارية لإِبراهيم، على نبينا و #، فولدت له أَولاداً، والترك والصين من نسلها.

  وفي حديث ابن عمرو بن العاص: يُوشكُ بنو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم من أَرض البَصْرة.

  وفي حديث أَبي بَكْرة: إِذا كان آخِرُ الزمان جاء بنو قَنْطُوراء، وقيل: بنو قَنْطوراء هم السُّودانُ.

  قنغر: القَنْغَر: شجر مثل الكَبَر إِلا أَنها أَغلظُ شَوْكاً وعُوداً وثمرتها كثمرته ولا ينبت في الصخر؛ حكاه أَبو حنيفة.


(١) قوله [والقنطار طلاء] عبارة القاموس وشرحه: والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور.