[فصل القاف]
  قال جرير:
  تَفَلَّقَ عن أَنْفِ الفَرَزْدَقِ عارِدٌ ... له فَضَلاتٌ لم يَجِدْ من يَقُورُها
  والقارَة: الدُّبَّةُ.
  والقارَةُ: قومٌ رُماة من العرب.
  وفي المثل: قد أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ راماها.
  وقارَةُ: قبيلة وهم عَضَلٌ والدِّيشُ ابنا الهُونِ بن خُزَيْمَةَ من كِنانَةَ، سُمُّوا قارَةً لاجتماعهم والْتِفافِهم لما أَراد ابن الشَّدَّاخ أَن يُفَرِّقَهم في بني كنانة؛ قال شاعرهم:
  دَعَوْنا قارَةً لا تُنْفِرُونا ... فَنُجْفِلَ مثلَ إِجْفالِ الظَّلِيمِ
  وهم رُماةٌ.
  وفي حديث الهجرة: حتى إذا بَلَغَ بَرْكَ الغَمَادِ لقيه ابن الدَّغِنَةِ وهو سَيِّدُ القارة؛ وفي التهذيب وغيره: وكانوا رُماةَ الحَدَقِ في الجاهلية وهم اليوم في اليمن ينسبون إلى أَسْدٍ، والنسبة إِليهم قارِيٌّ، وزعموا أَن رجلين التقيا: أَحدهما قارِيٌّ والآخر أَسْدِيّ، فقال القارِيّ: إن شئتَ صارعتُك وإِن شئتَ سابقتُك وإِن شئتَ راميتُك: فقال: اخْتَرْتُ المُراماةَ، فقال القارِيُّ: أَنْصَفْتَني؛ وأَنشد:
  قد أَنْصَفَ القارَةَ من راماها ... إِنَّا، إِذا ما فِئَةٌ نَلْقاها،
  نَرُدُّ أُولاها على أُخْراها
  ثم انتزع له سهماً فَشَكَّ فُؤادَه؛ وقيل: القارَةُ في هذا المثل الدُّبَّةُ، وذكر ابن بري قال: بعض أَهل اللغة إِنما قيل: [أَنْصَفَ القارَةَ من راماها] لحرب كانت بين قريش وبين بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال: وكانت القارَةُ مع قريش فلما التقى الفريقان راماهم الآخرون حين رَمَتْهُم القارَةُ، فقيل: قد أَنصفكم هؤلاء الذين ساوَوْكم في العمل الذي هو صناعَتُكم، وأَراد الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّق القارَةَ في قبائل كنانة فأَبَوْا، وقيل في مثلٍ: لا يَفْطُنُ الدُّبُّ الحجارَة.
  ابن الأَعرابي: القَيِّرُ الأُسْوارُ من الرُّماةِ الحاذقُ، من قارَ يَقُور.
  ويقال: قُرْتُ خُفَّ البعير قَوْراً واقْتَرْتُه إِذا قَوَّرْتَه، وقُرْتُ البطيخة قَوَّرتها.
  والقُوارَة: مشتقة من قُوارَة الأَدِيم والقِرْطاس، وهو ما قَوَّرْتَ من وسطه ورَمَيْتَ ما حَوالَيْه كقُوارة الجَيْب إِذا قَوَّرْته وقُرْتَه.
  والقُوارة أَيضاً: اسم لما قطعت من جوانب الشيء المُقَوَّر.
  وكل شيء قطعت من وسطه خرقاً مستديراً، فقد قَوَّرْتَه.
  والاقْورارُ: تَشَنُّجُ الجلد وانحناءُ الصلب هُزالًا وكِبَراً.
  واقْوَرَّ الجلدُ اقوراراً: تَشَنَّجَ؛ كما قال رُؤبةُ بن العَجَّاج:
  وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ ... بعد اقْورارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ
  يقال: عُجْتُه فانعاج أَي عطفته فانعطف.
  والشظيف من الشجر: الذي لم يَجِدْ رِيَّه فصَلُبَ وفيه نُدُوَّةٌ.
  والتَّشَنُّنُ: هو الإِخلاقُ، ومنه الشَّنَّةُ القِرْبةُ البالية؛ وناقة مُقوَرَّةٌ وقد اقْوَرَّ جلدُها وانحنَت وهُزِلَتْ.
  وفي حديث الصدقة: ولا مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ؛ الاقْوِرارُ: الاسترخاء في الجُلُود، والأَلْياطُ: جمعُ لِيطٍ، وهو قشر العُودِ، شبهه بالجلد لالتزاقه باللحم؛ أَراد غير مسترخية الجلود لهُزالها.
  وفي حديث أَبي سعيد: كجلد البعير المُقْوَرِّ.
  واقْتَرْتُ حديثَ القوم إذا بَحَثْتَ عنه.
  وتَقَوَّرَ الليلُ إِذا تَهَوَّرَ؛ قال ذو الرمة:
  حتى تَرَى أَعْجازَه تَقَوَّرُ