لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 161 - الجزء 5

  الرِّيحَ أَي فلينظُرْ من أَين مَجْراها فلا يستقبلَها كي لا تَرُدَّ عليه البول ويَتَرَشَّشَ عليه بَوْلُه ولكن يستدبرُها.

  والمَخْرُ في الأَصل: الشَّقُّ.

  مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ.

  ومَخَرَ الأَرضَ إِذا شقها للزراعة.

  وقال ابن شميل في حديث سراقة: إِذا أَتيتم الغائط فاسْتَمْخِرُوا الريح؛ يقول: اجعلوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عند البول لأَنه إِذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن يمينه ويساره فكأَنه قد شقها به.

  وفي حديث الحرث بن عبد الله بن السائب قال لنافع ابن جبير: من أَين؟ قال: خرجتُ أتَمَخَّرُ الريحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها.

  وفي النوادر: تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الريحَ إِذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها، وكذلك تَمَخَّرت الكلأَ إِذا استقبلَتْه.

  ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فيها الماء.

  ومَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: أَرْسَلَ في الصيْفِ فيها الماءَ لِتَجُودَ، فهي مَمْخُورَةٌ.

  ومَخَرَتِ الأَرضُ: جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماءِ.

  وامْتَخَرَ الشيءَ: اخْتارَه.

  وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قال الراجز:

  مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التي كانَ امْتَخَرْ

  وهذا مِخْرَةُ المال أَي خِيارُه.

  والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بكسر الميم وضمها: ما اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أَعلى.

  ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً: أَخَذَ خِيارَ متاعِه فذهب به.

  ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إِذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأَهْزَلَها.

  وامْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج:

  مِنْ مُخَّةِ الناس التي كان امْتَخر

  واليُمْخُور واليَمْخُور: الطويل من الرجال، الضمُّ على الإِتباع، وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ.

  وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلٌ.

  وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طويله؛ قال العجاج يصف جملًا:

  في شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور ... حابي الحُيودِ فارِض الحُنْجور

  وبعض العرب يقول: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إِذا شَقَّ بَطْنَها.

  والماخُورُ: بَيْتُ الريبة، وهو أَيضاً الرجل الذي يَلي ذلك البيتَ ويقود إِليه.

  وفي حديث زياد حين قَدِمَ البصرةَ أَميراً عليها: ما هذه المَواخِيرُ؟ الشرابُ عليه حَرامٌ حتى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً؛ هي جمع ماخُورٍ، وهو مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ، وهو تعريب مَيْ خُور، وقيل: هو عربي لتردّد الناس إِليه من مَخْرِ السفينةِ الماءِ.

  وبَناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بنات المَخْرِ؛ قال طرفة:

  كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، كما ... أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

  وكل قطعة منها على حيالها: بنات مخر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  كأَن بناتِ المَخْرِ، في كُرْزِ قَنْبَرٍ ... مَوَاسِقُ تَحْدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْأَلُ

  إِنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه في كُرْزِ هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ؛ قال أَبو علي: كان أَبو بكر محمد بن السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هذا من البُخارِ، فهذا يَدُلُّك على أَنّ الميم في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر؛ قال: ولو ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الميم في مخر