[فصل الميم]
  أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ على أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه: وترى الفُلك فيه مواخِرَ، وذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فيما تَذْهَبُ إِليْه عنه تَنْشَأُ ومنه تَبْدَأُ، لكان مصيباً غيرَ مُبْعِدٍ؛ أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب:
  شَرِبْنَ بِماء البَحْرِ، ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
  مدر: المَدَرُ: قِطَعُ الطينِ اليابِسِ، وقيل: الطينُ العِلْكُ الذي لا رمل فيه، واحدته مَدَرَةٌ؛ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة، هذا معنى قول أَبي رياش.
  وامْتَدَر المَدَرَ: أَخَذَه.
  ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُه مَدْراً ومَدَّرَه: طانَه.
  ومَكانٌ مَدِيرٌ: مَمْدُورٌ.
  والمَدْرُ لِلْحَوْضِ: أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ، وقيل: هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين.
  التهذيب: والمَدْرُ تَطْيينُك وجْه الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ.
  الجوهري: والمَدَرَةُ، بالفتح، الموضع الذي يُؤخَذُ مِنه المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها.
  ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته بالمَدَرِ.
  وفي حديث جابر: فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض سَجْلًا أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالمدر، وهو الطين المتماسك، لئلا يخرج منه الماء؛ ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام: إِنما هو مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ.
  والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ، الأَخيرة نادرة: موضع فيه طين حُرٌّ يُسْتَعَدُّ لذلك؛ فأَما قوله:
  يا أَيُّها السَّاقي، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ ... وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَرْ
  قال ابن سيده: أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض؛ يقول: قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على رُؤوسها دَلْواً دلواً؛ قال: وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَرٍ وهو القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء: قال: والأَوّل أَبين.
  ومَدَرَةُ الرجلِ: بَيْتُه.
  وبنو مَدْراءَ: أَهل الحَضَر.
  وقول عامر للنبي، ﷺ: لنا الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ؛ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ، وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية بالوبر.
  والمَدَرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ.
  ورجل أَمْدَرُ: عظيمُ البَطْنِ والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْراءُ.
  وضَبُعٌ مَدْراءُ: عظيمةُ البَطْنِ.
  وضِبْعانٌ أَمْدَرُ: على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه.
  ورجل أَمْدَرُ بيِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبين.
  وفي حديث إِبراهيم النبي، ﷺ: أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ، فيقول: ما أَنت بأَبي قال أَبو عبيد: الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ؛ قال الراعي يصف إِبلًا لها قَيِّم:
  وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ ... عنه العَباءَةُ، قَوَّام على الهَمَلِ
  قوله أَمدر الجنبين أَي عظيمهما.
  ويقال: الأَمْدَرُ الذي قد تَتَرَّبَ جنباه من المَدَر، يذهب به إِلى التراب، أَي أَصابَ جسدَه الترابُ.
  قال أَبو عبيد: وقال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على حَبْسه؛ قال: ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان.
  ابن شميل: المَدْراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها.
  ومَدِرَتِ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ.
  الجوهري: الأَمْدَرُ من الضباع الذي في