لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 166 - الجزء 5

  قال ذو الرمة:

  لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ

  يقال: فلان يَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً ويدعه مراراً.

  والمَمَرُّ: موضع المُرورِ والمَصْدَرُ.

  ابن سيده: والمَرَّةُ الفَعْلة الواحدة، والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ؛ عن أَبي علي ويصدقه قول أَبي ذؤيب:

  تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ ... من الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ؟

  قال ابن سيده: وذهب السكري إِلى أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن يكون كما ذكر، وإِن كان قد أَنث الفعل، وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة والجنسية.

  وقوله ø: سنُعَذِّبُهُمْ مرتين؛ قال: يعذبون بالإِيثاقِ والقَتْل، وقيل: بالقتل وعذاب القبر، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع، كقوله تعالى: ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ؛ أَي كَرَّاتٍ، وقوله ø: أُولئك يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا؛ جاء في التفسير: أَن هؤلاء طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده، وكانوا يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن، فلما بُعث النبيُّ، ، وتلا عليهم القرآنَ، قالوا: آمنَّا به، أَي صدقنا به، إِنه الحق من ربنا، وذلك أَنّ ذكر النبي، ، كان مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى عليهم خيراً، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد، ، وبإِيمانهم بمحمد، .

  ولَقِيَه ذات مرَّةٍ؛ قال سيبويه: لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا ظرفاً.

  ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كثيرة.

  وجئته مَرًّا أَو مَرَّيْنِ، يريد مرة أَو مرتين.

  ابن السكيت: يقال فلان يصنع ذلك تارات، ويصنع ذلك تِيَراً، ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ؛ معنى ذلك كله: يصنعه مِراراً ويَدَعُه مِراراً.

  والمَرَارَةُ: ضِدُّ الحلاوةِ، والمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو؛ مَرَّ الشيءُ يَمُرُّ؛ وقال ثعلب: يَمَرُّ مَرارَةً، بالفتح؛ وأَنشد:

  لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لَطالَما ... حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

  وأَنشد اللحياني:

  لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ... فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا

  وأَنشده بعضهم: فأَفْرَقَ، ومعناهما: سَلَحَ.

  وأَتاعَ أَي قاءَ.

  وأَمَرَّ كَمَرَّ: قال ثعلب:

  تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها ... أَنيساً، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ

  عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ؛ قال: ولم يعرف الكسائي مَرَّ اللحْمُ بغر أَلفٍ؛ وأَنشد البيت:

  لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي ... فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا

  قال: ويدلك على مَرَّ، بغير أَلف، البيت الذي قبله:

  أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ ... عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا

  لِتَأْكُلَنى، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي

  ابن الأَعرابي: مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ، فهومُرٌّ، وأَمَرَّه غَيْرُه ومَرَّه، ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ.

  ويقال: لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً، وهي