لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 183 - الجزء 5

  عمرو: المَقِرُ شجر مُرٌّ.

  ابن السكيت: أَمْقَرَ الشيءُ، فهو مُمْقِرٌ إِذا كان مرًّا.

  ويقال للصبر: المَقِرُ؛ قال لبيد:

  مُمْقِرٌ مُرٌّ على أَعدائِه ... وعلى الأَدْنَيْنَ حُلْوٌ كالعسلْ

  ومَقِرَ الشيءُ، بالكسر، يَمْقَرُ مَقَراً أَي صار مرًّا، فهو شيء مَقِرٌ.

  وفي حديث لقمان: أَكلتُ المَقِرَ وأَكلت على ذلك الصَّبِر؛ المَقِرُ: الصَّبِرُ وصَبَرَ على أَكله.

  وفي حديث عليّ: أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ والمَقِرِ.

  ورجل مُمْقَرُّ النَّسَا، بتشديد الراء: ناتِئُ العِرْق؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  نَكَحَتْ أُمامةُ عاجِزاً تَرْعِيَّةً ... مُتَشَقِّقَ الرِّجْلَيْنِ مُمْقَرَّ النَّسَا

  الليث: المُمْقِرُ من الرَّكايا القليلة الماء؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، وصوابه المُنْقُرُ، بضم الميم والقاف، وهو مذكور في موضعه.

  مكر: الليث: المَكْرُ احتيال في خُفية، قال: وسمعنا أَن الكيد في الحروف حلال، والمكر في كل حلال حرام.

  قال الله تعالى: ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون.

  قال أَهل العلم بالتأْويل: المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى: وجزاء سيئة سيئة منها، فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام، وكذلك قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به، ويجري مَجْرَى هذا القول قوله تعالى: يخادعون الله وهو خادعهم والله يستهزئ بهم، مما جاء في كتاب الله ø.

  ابن سيده: المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال، مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً ومَكَرَ به.

  وفي حديث الدعاء: اللهم امْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي؛ قال ابن الأَثير: مَكْرُ الله إِيقاعُ بلائه بأَعدائه دون أَوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات فَيُتَوَهَّمُ أَنها مقبولة وهي مردودة، المعنى: أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لا بي: وأَصل المَكْر الخِداع.

  وفي حديث عليّ في مسجد الكوفة: جانِبُه الأَيْسَرُ مَكْرٌ، قيل: كانت السوق إِلى جانبه الأَيسر وفيها يقع المكر والخداع.

  ورجل مَكَّارٌ ومَكُورٌ: ماكِرٌ.

  التهذيب: رجل مَكْوَرَّى نعت للرجل، يقال: هو القصير اللئيم الخلقة.

  ويقال في الشتيمة: ابنُ مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول قذف كأَنها توصف بِزَنْيَةٍ؛ قال أَبو منصور: هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث فلا أَدري أَعربي هو أَم أَعجمي.

  والمَكْوَرَّى: اللئيم؛ عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.

  قال ابن سيده: ولا أُنكِر أَن يكون من المكر الذي هو الخديعة.

  والمَكْرُ: المَغْرَةُ.

  وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ: مصبوغ بالمَكْرِ، وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ؛ قال القُطامي:

  بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنه ... وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكَارَا

  أَي تَخْتَضِبُ، شبَّه حمرة الدم بالمَغْرَةِ.

  قال ابن بري: الذي في شعر القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَي تَتَرَنَّحُ كما يَتَرَنَّحُ الناعِسُ.

  ويقال للأَسد: كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُليَ بالمَغْرَةِ.

  والمَكْرُ: سَقْيُ الأَرض؛ يقال: امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثم احرثوها، يريد اسقوها.

  والمَكْرَةُ: السقْية للزرع.

  يقال: مررت بزرع مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيٍّ.

  ومَكَرَ أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً: سقاها.