[فصل النون]
  نَثْرُ ما في الأَنف بالنَّفَسِ.
  وفي الحديث: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر، وفي التهذيب: فانْثِر، وقد روي: فأَنْثِرْ، بقطع الأَلف، قال: ولا يعرفه أَهل اللغة، وقد وُجِدَ بخطه في حاشية كتابه في الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِرْ، بكسر الثاء، يقال: نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ، بضم الثاء، ونَثَرَ من أَنفه يَنْثِرُ، بكسر الثاء لا غير؛ قال: وهذا صحيح كذا حفظه علماء اللغة.
  ابن الأَعرابي: النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، ومنه قول النبي، ﷺ، في الطهارة: اسْتَنْثِرْ؛ قال: ومعناه اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ.
  الفراء: نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ في الطهارة؛ قال أَبو منصور: وقد روي هذا الحرف عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي، ﷺ: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ، من الإِنْثار، إِنما يقال: نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ.
  وروى أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبي هريرة، ¥، أَنه قال: إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ في أَنْفِه ثم لِيَنْثِرْ؛ قال الأَزهري: هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحديث، قال: وهو الصحيح عندي، وقد فسر قوله لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ على غير ما فسره الفراء وابن الأَعرابي، قال بعض أَهل العلم: معنى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أَذى أَو مُخاط، قال: ومما يدل على هذا الحديث الآخر: أَن النبي، ﷺ، كان يَستنشِق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ؛ فجعل الاستنثار غير الاستنشاق، يقال منه: نَثَر يَنْثِر، بكسر الثاء.
  وفي الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِر، بكسر الثاء، لا غير.
  والإِنسان يستنثر إِذا استنشق الماء ثم استخرج نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ.
  ابن الأَثير: نَثَرَ يَنثِرُ، بالكسر، إِذا امتخط، واستَنْثَر استفعل منه: استنشق الماء ثم استخرج ما في الأَنف، وقيل: هو من تحريك النَّثْرةِ، وهي طرَف الأَنف؛ قال: ويروى فأَنْثِر بأَلف مقطوعة، قال: وأَهل اللغة لا يجيزونه والصواب بأَلف الوصل.
  ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره، بالضم، قال: وأَما قول ابن الأَعرابي النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحيح، وبه سمي النجْم الذي يقال له نَثْرةُ الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه.
  والنثرة: فُرْجة ما بين الشاربين حِيالَ وتَرةِ الأَنف، وكذلك هي من الأَسَدِ، وقيل: هي أَنف الأَسد.
  والنَّثْرةُ: نَجْم من نُجوم الأَسَد ينزلها القمر؛ قال:
  كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ
  التهذيب: النثْرة كوكب في السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين، تسميه العرب نثرة الأَسد وهي من منازل القمر، قال: وهي في علم النجوم من بُرْجِ السرَطانِ.
  قال أَبو الهيثم: النثرة أَنف الأَسد ومنْخراه، وهي ثلاثة كواكبَ خَفِيَّة متقاربة، والطرْفُ عينا الأَسَد كوكبان، الجبهة أَمامَها قوله [كوكبان، الجبهة امامها] كذا بالأصل.
  وعبارة القاموس: الطرف كوكبان يقدمان الجبهة.
  وهي أَربعةُ كواكِبَ.
  الجوهري: النثرة كوكبان بينهما مقدار شبر، وفيهما لَطْخ بياض كأَنه قِطْعة سحاب وهي أَنف الأَسد ينزلها القمر.
  والعرب تقول: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، وطلوع النثرة على إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى.
  وطعَنه فأَنْثَره عن فرسه أَي أَلقاه على نَثْرَتِه؛ قال:
  إِنّ عليها فارِساً كَعَشَرَه؛ ... إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَه
  قال ثعلب: معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه، ويروى رئِيسَ.
  الجوهري: ويقال طعنه فأَنْثَره أًي