لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 194 - الجزء 5

  ويقال انْجُرِي لِصِبْيانِك ورِعائِك، ويقال: ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ؛ ابن الأَعرابي: هي العَصيدةُ ثم النجِيرة ثم الحَسُوُّ.

  والنَّجِيرة: لَبن وطَحِينٌ يُخْلَطان، وقيل: هو لبنٌ حليبٌ يجعل عليه سَمْن، وقيل: هو ماء وطَحِين يُطْبخ.

  ونَجَرْتُ الماء نَجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ.

  والمِنْجَرةُ: حجر مُحْمى يُسخَّن به الماء وذلك الماء نَجِيرةٌ.

  ولأَنْجُرَنّ نَجِيرَتَك أَي لأَجْزِينَّك جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي.

  والنَّجَرُ والنَّجَرانُ: العطشُ وشِدّة الشرْب، وقيل: هو أَن يمتلئ بطنه من الماء واللبَنِ الحامض ولا يَرْوَى من الماء، نَجِرَ نَجَراً، فهو نَجِرٌ.

  والنجَرُ: أَن تأْكل الإِبل والغنم بُزُورَ الصحْراءِ فلا تَرْوَى.

  والنجَرُ، بالتحريك: عطَشٌ يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تروَى وتمرَض عنه فتموت، وهي إِبل نَجْرَى ونَجارَى ونَجِرَةٌ.

  الجوهري: النَّجَرُ، بالتحريك، عطش يصيب الإِبل والغنم عن أَكل الحِبَّةِ فلا تكاد تروَى من الماء؛ يقال: نَجِرَتِ الإِبلُ ومَجِرَتْ أَيضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

  حتى إِذا ما اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ ... ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ

  ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ ... كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ

  يصف إِبلًا أَصابها عطش شديد.

  واللُّوبانُ واللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ.

  وسُهَيْلٌ: يجيء في آخر الصيف وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فلا تُمْسِكُ الماءَ ولذلك يُصِيبُها العطشُ الشديد.

  التهذيب: نَجِرَ يَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر من شرب الماء ولم يكَدْ يروَى.

  قال يعقوب: وقد يصيب الإِنسانَ⁣(⁣١)؛ ومنه شهرُ ناجِرٍ.

  وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ، فاسمه ناجِرٌ لأَن الإِبل تَنْجَرُ فيه أَي يَشتَدُّ عطشها حتى تَيْبَسَ جُلُودُها.

  وصَفَرٌ كان في الجاهلية يقال له ناجرٌ؛ قال ذو الرمة:

  صَرَّى آجِنٌ يَزْوِي له المَرْءُ وجْهَه ... إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ في شهر ناجِرٍ

  ابن سيده: والنَّجْر الحرُّ؛ قال الشاعر:

  ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً ... وأَتتكَ وافِدةٌ من النَّجْرِ

  وشهرا ناجرٍ وآجرٍ: أَشدّ ما يكون من الحرّ، ويزعم قوم أَنهما حَزِيرانُ وتَمُّوزُ، قال: وهذا غلط إِنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القَيْظ؛ وأَنشد عركة الأَسدي:

  تُبَرِّدُ ماء الشَّنِّ في ليلة الصَّبا ... وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ في حَرِّ آجِرِ

  وقيل: كل شهر من شهور الصيف ناجر؛ قال الحطيئة:

  كنِعاج وَجْرَةَ، ساقَهُنّ ... إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ

  وناجِرٌ: رَجَبٌ، وقيل: صفر؛ سمي بذلك لأَن المال إِذا ورد شرب الماء حتى يَنْجَرَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  صَبَحْناهُمُ كأْساً من الموتِ مُرَّةً ... بناجِرَ، حتى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ

  وقال بعضهم: إِنما هو بِناجَرَ، بفتح الجيم، وجمعها نواجر.

  المفضل: كانت العرب تقول في الجاهلية


(١) قوله [قال يعقوب وقد يصيب الانسان] عبارة يعقوب كما في الصحاح: وقد يصيب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فلا يروى من الماء.