لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 279 - الجزء 1

  وفي اليَدَيْنِ، إذا ما الماءُ أَسْهَلَها ... ثَنْيٌ قَلِيلٌ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ⁣(⁣١)

  قال أَبو عبيدة: التَّجْنِيبُ: أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ.

  وقال الأَصمعي: التَّجْنِيبُ، بالجيم، في الرجلين، والتحنيب، بالحاء في الصلب واليدين.

  وأَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ.

  والجَنابةُ: المَنِيُّ.

  وفي التنزيل العزيز: وإن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا.

  وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً، بالضم، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ.

  قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ، بالضم، قال: المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ.

  ومنه قول ابن عباس، ®: الإِنسان لا يُجْنِبُ، والثوبُ لا يُجْنِبُ، والماءُ لا يُجْنِبُ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ.

  وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إيَّاه، وكذلك الثوبُ إذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ، وكذلك الأَرضُ إذا أَفْضَى إليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ، وكذلك الماءُ إذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ.

  يقول: إنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إيَّاها.

  قال الأَزهري: إنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها؛ وقيل: لمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ.

  والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وإنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إليه.

  ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل.

  وحكى الجوهري: أَجْنَبَ وجَنُبَ، بالضم.

  وقالوا: جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُبَاتُ.

  قال سيبويه: كُسِّرَ على أَفْعالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه، حِينَ قالوا أَبْطالٌ، كما اتَّفَقا في الاسم عليه، يعني نحو جَبَلٍ وأَجْبالٍ وطُنُبٍ وأَطْنابٍ.

  ولم يقولوا جُنُبةً.

  وفي الحديث: لا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتاً فيه جُنُبٌ.

  قال ابن الأَثير: الجُنُب الذي يَجِبُ عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المَنّي، وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إجْناباً، والاسم الجَنابةُ، وهي في الأَصْل البُعْدُ.

  وأَراد بالجُنُبِ في هذا الحديث: الذي يَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عادةً، فيكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، وهذا يدل على قِلَّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه.

  وقيل: أَراد بالملائكة ههُنا غيرَ الحَفَظةِ.

  وقيل: أَراد لا تحْضُره الملائكةُ بخير.

  قال: وقد جاءَ في بعض الرِّوايات كذلك.

  والجَنابُ، بالفتح، والجانِبُ: النّاحِيةُ والفِناءُ وما قَرُبَ مِن مَحِلَّةِ القوْمِ، والجمع أَجْنِبةٌ.

  وفي الحديث: وعلى جَنَبَتي الصِّراطِ داعٍ أَي جانِباه.

  وجَنَبَةُ الوادي: جانِبُه وناحِيتُه، وهي بفتح النون.

  والجَنْبةُ، بسكون النون: النَّاحِيةُ، ويقال أَخْصَبَ جَنابُ القوم، بفتح الجيم، وهو ما حَوْلَهم، وفلان خَصِيبُ الجَنابِ وجَدِيبُ الجَنابِ، وفُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَي الرَّحْل، وكُنا عنهم جَنابِينَ وجَناباً أَي مُتَنَحِّينَ.

  والجَنِيبةُ: العَلِيقةُ، وهي الناقةُ يُعْطِيها الرّجُلُ القومَ يَمتارُونَ عليها له.

  زاد المحكم: ويُعْطِيهم دَراهِمَ ليَمِيرُوه عليها.

  قال الحسن بن مُزَرِّدٍ:

  قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:


(١) قوله [أسهلها] في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً. والماء أراد به العرق. وأسهله أي أساله. وثني أي يثني يديه.