لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 282 - الجزء 1

  وقول أَبي وجزة:

  مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها ... مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

  يعني: أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه، فإن التَمَس منها إنْجازَ مَوْعِدٍ لم يَجِدْ شيئاً.

  وقال ابن الأَعرابي: يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنْسُها مع الشَّمالِ.

  وتقول: جَنَبَتِ الرِّيحُ إذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً.

  وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إذا هَبَّتْ بها الجَنُوب.

  التهذيب: والجَنُوبُ من الرياحِ حارَةٌ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وقْتٍ، ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ.

  وجَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ.

  وفي الصحاح: الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال.

  وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه قال: الجَنُوب في كل موضع حارَّة إلا بنجْدٍ فإنها باردة، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له:

  جَنُوبٌ، تُسامِي أَوْجُه القَوْمِ، مَسُّها ... لَذِيذٌ، ومَسْراها، من الأَرضِ، طَيِّبُ

  وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه، وأَنشد:

  رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ، وتارةً ... رِهَمُ الرَّبِيعِ، وصائبُ التَّهْتانِ

  وهَبَّتْ جَنُوباً: دليل على الصفة عند أَبي عثمان.

  قال الفارسي: ليس بدليل، أَلا ترى إلى قول سيبويه: إنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم.

  والجمع: جَنائبُ.

  وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، وأَجْنَبَتْ أَيضاً، وجُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمْوالِهِمْ.

  قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

  سادٍ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً ... يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ، ويُجْنَبُ

  أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ.

  وأَجْنَبُوا: دَخلوا في الجَنُوبِ.

  وجُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فهم مَجْنُوبُونَ، وكذلك القول في الصَّبا والدَبُورِ والشَّمالِ.

  وجَنَبَ إلى لِقائِه وجَنِبَ: قَلِقَ، الكسر عن ثعلب، والفتح عن ابن الأَعرابي.

  تقول: جَنِبْتُ إلى لِقائكَ، وغَرِضْتُ إلى لِقائكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إليك.

  وقوله في الحديث: بِعِ الجَمْعَ بالدّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً، هو نوع جَيًّد مَعْروف من أَنواع التمر، وقد تكرَّر في الحديث.

  وجَنَّبَ القومُ، فهم مُجَنِّبُونَ، إذا قلَّتْ أَلبانُ إبلهم؛ وقيل: إذا لم يكن في إبلهم لَبَنٌ.

  وجَنَّبَ الرَّجلُ إذا لم يكن في إبله ولا غنمه دَرٌّ: وجَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، وهو عام تَجْنِيب.

  قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته:

  لَمَّا رَأَتْ إبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها ... وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ

  يقُول: كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها، فهو عامُ تَجْنِيبٍ.

  قال أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبلُ إذا لم تُنْتَجْ منها إلا الناقةُ والناقَتانِ.

  وجَنَّبها هو، بشدِّ النون أَيضاً.

  وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف: إن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ، فيكون لها أَلبان.

  وجنَّب إبلَه وغَنَمه: لم يُرْسِلْ فيها فحلاً.

  والجَأْنَبُ، بالهمز: الرجل القَصيرُ الجافي الخِلْقةِ.