لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 267 - الجزء 5

  هنر: الهَنْرَةُ: وقْبَةُ الأُذُنِ المليحة، لم يحكها غير صاحب العين.

  وقال الأَزهري: يقال هَنَرْتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أَهَنِيرُه وهو أَن تُعَلِّمَه؛ قاله اللحياني.

  هنبر: الهِنْبِرَةُ: الأَتان، وهي أُم الهِنْبِرِ.

  وأُم الهِنْبِرِ: الضبع في لغة بني فَزارة؛ قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي:

  يا قاتَلَ الله صبياناً، تَجيءُ بِهِمْ ... أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري

  من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُه ... لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار

  ويروى: يا قبح الله ضبعاناً.

  وفي شعره: من زند لها حاري، والحاري: الناقص، والواري: السمين، والأَعلم: المشقوق الشفة العليا، والوتيرة: إِطار الشفة.

  وأَبو الهِنْبِر: الضِّبْعانُ؛ وقول الشاعر:

  ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ

  الأَصمعي: هي الضبع؛ وغيره: هي الحِمَارَةُ الأَهلية.

  والأَصمعي: الهِنْبِرُ، مثل الخِنْصِرِ، ولد الضَّبُعِ، والهِنْبِرُ الجحش، ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ.

  ابن سيده: هو الهِنْبِرُ، والهِنَّبْرُ الثور والفرس؛ وهو أَيضاً الأَديم الرديء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُوبٍ ... ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ

  قال: الهِنَّبر ههنا الأَديم.

  وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال: فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ، فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم.

  وقالوا: الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ، واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة، وقيل في قوله فيها هنابير مسك، وقيل: أَراد أَنابير جمع أَنبار، قلبت الهمزة هاء، وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة، أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه، والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه.

  هنزمر: الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيزَمْنُ، كلها: عيد من أَعياد النصارى أَو سائر العجم، وهي أَعجمية؛ قال الأَعشى:

  إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

  هور: هارَه بالأَمرِ هَوْراً: أَزَنَّه.

  وهُرْتُ الرجلَ بما ليس عنده من خير إِذا أَزْنَنْتَه، أَهُورُه هَوْراً؛ قال أَبو سعيد: لا يقال ذلك في غير الخبر.

  وهارَه بكذا أَي ظنه به؛ قال أَبو مالك بن نُوَيْرَة يصف فرسه:

  رَأَى أَنَّني لا بالكثير أَهُورُه ... ولا هُوَ عَنِّي في المُواساةِ ظاهرُ

  أَهُورُه أَي أَظن القليلَ يكفيه.

  يقال: هو يُهارُ بكذا أَي يُظَنُّ بكذا؛ وقال آخر يصف إِبلًا:

  قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها ... أَني، بِشِرْبِ السُّوءِ، لا أَهُورُها

  أَي لا أَظن أَن القليل يكفيها ولكن لها الكثير.

  ويقال: هُرْتُ الرجلَ هَوْراً إِذا غَشَتشْتَه.

  وهُرْتُه بالشيء: اتَّهَمْتُه به، والاسم الهُورَةُ.

  وهارَ الشيءَ: حَزَرَه.

  وقيل للفَزارِيِّ: ما القطعة من الليل؟ فقال: حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قطعة يَحْزُرها.

  وهُرْتُه: حملته على الشيء وأَردته به.

  وضَرَبَه فَهارَه وهَوَّره إِذا صرعه.

  وهارَ النباءَ هَوْراً: هَدَمَه.

  وهار البناءُ والجُرْفُ يَهُورُ هَوْراً وهُؤُوراً، فهو هائِرٌ وهارٍ، على القلب.