لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 273 - الجزء 5

  فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ ... وما وَبَّرْتُ في شعبي ارْتِعابا

  أَبو زيد: يقال وَبَّرَ فلانٌ على فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عليه؛ وأَنشد أَبو مالك بيت جرير أَيضاً:

  وما وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا

  ويُروى: ارتغاباً كما في ديوان جرير.

  قال: يقول ما أَخفيت أَمرك ارتعاباً أَي اضطراباً.

  وأُمُّ الوَبْرِ: اسم امرأَة؛ قال الراعي:

  بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ ... مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هي ما هيا

  وما بالدار وابِرٌ أَي ما بها أَحد؛ قال ابن سيده: لا يستعمل إِلا في النفي؛ وأَنشد غيره:

  فَأُبْتُ إِلى الحيّ الذين وراءَهمْ ... جَرِيضاً، ولم يُفْلِتْ من الجيشِ وابِرُ

  والوَبْراءُ: نبات.

  ووَبارِ مثل قَطام: أَرض كانت لعاد غلبت عليها الجن، فمن العرب من يجريها مجرى نَزالِ، ومنهم من يجريها مجرى سُعادَ، وقد أُعرب في الشعر؛ وأَنشد سيبويه للأَعشى:

  ومَرَّ دَهرٌ على وَبارِ ... فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ

  قال: والقوافي موفوعة.

  قال الليث: وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ بين اليمن ورمال يَبْرِينَ، فلما هلكت عاد أَورث الله ديارهم الجنَّ فلا يتقاربها أَحد من الناس؛ وأَنشد:

  مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ

  وقال محمد بن إِسحق بن يسار: وبَارِ بلدة يسكنها النَّسْنَاسُ.

  والوَبْرُ: يوم من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء، وقيل: إِنما هو وَبْر بغير أَلف ولام.

  تقول العرب: صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر، وقد يجوز أَن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد يتركون للسجع أَشياء يوجبها القياس.

  وفي حديث أُهبانَ الأَسْلَمِيّ: بينا هو يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ، هي بفتح الواو وسكون الباء، ناحية من أَعراض المدينة، وقيل: هي قرية ذات نخيل.

  ووَبَرٌ ووَبَرَةُ: اسمان، ووَبْرَةٌ: لصٌّ معروف؛ عن ابن الأَعرابي.

  وتر: الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ.

  وأَوْتَرَه أَي أَفَذَّه.

  قال اللحياني: أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ الوَتْرَ، وأَهل نجد يكسرون الواو، وهي صلاة الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز، ويقرؤُون: والشَّفْعِ والوتْر، والكسر لتميم، وأَهل نجد يقرؤُون: والشفع والوَتْرِ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الوتر.

  وقال اللحياني: أَوتر في الصلاة فعدّاه بفي.

  وقرأَ حمزة والكسائي: والوتِر، بالكسر.

  وقرأَ عاصم ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر: والوَتر، بالفتح، وهما لغتان معروفتان.

  وروي عن ابن عباس، ®، أَنه قال: الوتر آدم، #، والشَّفْع شُفِعَ بزوجته، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل: الأَعداد كلها شفع ووتر، كثرت أَو قلت، وقيل: الوتر الله الواحد والشفع جميع الخلق خلقوا أَزواجاً، وهو قول عطاء؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم.

  ابن سيده: وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً.

  وفي الحديث عن النبي، ، أَنه قال: إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً، معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو