لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 320 - الجزء 5

  فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ في يَعْمَلاتٍ ... دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا

  وقلت لصاحبي: لا تحبسنَّا ... بنزع أُصوله، واجتزَّ شيحا

  قال: والبيت كذا في شعره والضمير في به يعود على الشيء.

  والنَّجِيحُ: المُنْجِحُ في عمله.

  والمنصل: السيف.

  واليعملات: النوق.

  والدوامي: التي قد دَمِيَتْ أَيديها من شدّة السير.

  والسريح: خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ على أَخفافها إِذا دَمِيَتْ.

  وقوله لا تحبسنا بنزع أُصوله، يقول: لا تحبسنا عن شَيِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تيسر من قُضْبانِه وعيدانه وأَسْرِع لنا في شَيِّه، ويروى: لا تَحْبِسانا، وقال في معناه: إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين، كما قال سُوَيْدُ بن كُراعٍ العُكْلِيُّ وكان سويد هذا هجا بني عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا عليه سعيدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سويد قصيدة أَوّلها:

  تقول ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى: أَلا تَرى ... إِلى ابن كُراعٍ لا يَزالُ مُفَزَّعا؟

  مَخافَةُ هذين الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ ... رُقادِي، وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا

  فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ، فازْجُرَا ... أَراهِطَ تُؤْذِيني من الناسِ رُضَّعا

  وإِن تَزْجُراني يا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ ... وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا

  قال: وهذا يدل على أَنه خاطب اثنين سعيد بن عثمان ومن ينوب عنه أَو يَحْضُر معه.

  وقوله: فإِن أَنتما أَحكمتماني دليل أَيضاً على أَنه يخاطب اثنين.

  وقوله أَحكمتماني أَي منعتماني من هجائه، وأَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فيها حَكَمَةَ اللَّجام؛ وقوله:

  وإِن تدعاني أَحم عِرضاً ممنَّعا

  أَي إِن تركتماني حَمَيْتُ عِرْضِي ممن يؤذيني، وإِن زجرتماني انزجرت وصبرت.

  والرُّضَّعُ: جمع راضع، وهو اللئيم، وخص ابن دُرَيْدٍ به الصُّوف؛ والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ: ما جُزَّ منه.

  وقال أَبو حاتم: الجِزَّةُ صوف نعجة أَو كبش إِذا جُزَّ فلم يخالطه غيره، والجمع جِزَزٌ وجَزائِزُ؛ عن اللحياني، وهذا كما قالوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ، ولا تَحْتَفِلْ باختلاف الحركتين.

  ويقال: هذه جِزَّةُ هذه الشاة أَي صُوفُها المجزوزُ عنها.

  ويقال: قد جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ، ويقال في العَنْزِ والتَّيْسِ: حَلَقْتُهما ولا يقال جَزَزْتُهما.

  والجِزَّةُ: صوفُ شاةٍ في السنة.

  يقال: أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فتعطيه صوفَ شاة أَو شاتين.

  وفي حديث حَمَّادٍ في الصوم: وإِن دخل حَلْقَك جِزَّةٌ فلا تَضُرُّكَ؛ الجِزة، بالكسر: ما يُجَزُّ من صوف الشاة في كل سنة وهو الذي لم تستعمل بعدما جُزَّ،؛ ومنه حديث قتادة، ¥، في اليتيم: تكون له ماشية يقوم وليه على إِصلاحها ويُصِيبُ من جِزَزها ورِسْلِها.

  وجُزازَةُ كل شيء: ما جُزَّ منه.

  والجَزُوزُ، بغير هاء: الذي يُجَزُّ؛ عن ثعلب.

  والمِجَزُّ: ما يُجَزُّ به.

  والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ من الغنم: التي يُجَزُّ صوفها؛ قال ثعلب: ما كان من هذا الضرب اسماً فإِنه لا يقال إِلا بالهاء كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ والعَلُوفَةِ، أَي هي مما يُجَزُّ، وأَما اللحيان فقال: إِن هذا الضرب من الأَسماء يقال بالهاء وبغير الهاء، قال: وجَمْع ذلك كله على فُعُلٍ وفَعائِلَ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن فُعُلًا إِنما هو لما كان من هذا الضرب بغير هاء كَرَكُوبٍ