[فصل الجيم]
  ومنه حديث عبد الله بن جعفر: ما كان إِلا الجَمْزُ؛ يعني السير بالجنائز.
  وفي الحديث: يَرُدُّونهم عن دينهم كُفَّاراً جَمَزَى، هو من ذلك.
  وجَمَزَ في الأَرض جَمْزاً: ذهب؛ عن كراع.
  والجُمَّازَة: دُرَّاعَة من صوف.
  وفي الحديث: أَن النبي، ﷺ، توضأَ فضاق عن يديه كُمَّا جُمَّازَةٍ كانت عليه فأَخرج يديه من تحتها؛ الجُمَّازة، بالضم: مِدْرعة صوف ضيقة الكمين؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
  يَكْفِيكَ، من طاقٍ كثير الأَثْمانْ ... جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّانْ
  وقال أَبو وجزة:
  دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عن صَهَواتِه ... هو الليث في الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ
  ابن الأَعرابي: الجَمْز الاستهزاء.
  والجُمْزانُ: ضرب من التمر والنخل والجميز.
  والجُمْزَةُ: الكُتْلَةُ من التمر والأَقِطِ ونحو ذلك، والجمع جُمَز.
  والجُمْزَةُ: بُرْعُوم النبت الذي فيه الحبة؛ عن كراع، كالقُمْزة، وسنذكرها في موضعها.
  والجَمْز: ما بقي من عُرْجون النخلة، والجمع جُمُوز.
  والجُمَّيز والجُمَّيْزَى: ضرب من الشجر يشبه حمله التِّين ويَعْظم عِظَم الفِرْصاد، وتِينُ الجُمَّيْز من تين الشام أَحمر حلو كبير.
  قال أَبو حنيفة: تِينُ الجُمَّيز رَطْب له معاليق طِوال ويُزَبَّب، قال: وضرب آخر من الجُمَّيْز له شجر عظام يحمل حملًا كلتين في الخلقة ورَقَتُها أَصغر من ورَقَة التين الذكر، وتينُها صِغار أَصفر وأَسود يكون بالغَوْرِ يسمى التين الذكر، وبعضهم يسمى حمله الحما(١)، والأَصفر منه حلو، والأَسود يُدْمي الفم، وليس لتِينها عِلاقة، وهو لاصق بالعُود، الواحدة منه جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى، والله أَعلم.
  جنز: جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً: ستره.
  وذكروا أَن النَّوَار لما احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يصلي عليها الحسن، فقيل له في ذلك، فقال: إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني.
  والجِنَازَة والجَنَازة: الميت؛ قال ابن دريد: زعم قوم أَن اشتقاقه من ذلك، قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته، وقد قيل: هو نَبَطِيّ.
  والجِنازة: واحدة الجَنائز، والعامة تقول الجَنازة، بالفتح، والمعنى الميّت على السرير، فإِذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونَعْش.
  وفي الحديث: أَن رجلًا كان له امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما في جنازتها أَي ماتت.
  تقول العرب إِذا أَخْبَرَتْ عن موت إِنسان: رُمِيَ في جِنازته لأَن الجِنازَة تصير مَرْمِيًّا فيها، والمراد بالرمي الحَمْل والوَضْع.
  والجِنازة، بالكسر: الميت بِسَرِيرِه، وقيل: بالكسر السّرِير، بالفتح الميت.
  ورُمِيَ في جَنَازته أَي مات، وطُعِن في جِنازته أَي مات.
  ابن سيده: الجَنَازَة، بالفتح، الميت، والجِنازة، بالكسر: السرير الذي يُحْمل عليه الميت؛ قال الفارسي: لا يسمى جِنَازة حتى يكون عليه ميت، وإِلا فهو سرير أَو نعش؛ وأَنشد الشماخ:
  إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فيها تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّمَ ثَكْلى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ
  واستعار بعض مُجَّان العرب الجِنَازة لِزِقِّ الخمر فقال وهو عمرو بن قعاس:
  وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً ... يُناحُ على جِنازَته، بَكَيْتُ
  وإِذا ثقل على القوم أَمر أَو اغْتَمُّوا به، فهو جِنَازة
(١) قوله [يسمى حمله الحما] كذا بالأَصل.