لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 292 - الجزء 1

  تُؤَنَّثْ، لأَنك إنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قلت: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فصار زيدٌ موضعَ ذكره، وصارَ ذا مشاراً إلى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرُ.

  وحَبَّذا في الحَقِيقةِ: فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بمنزلة نِعْم، وذا فاعل، بمنزلة الرَّجل.

  الأَزهري قال: وأَمَّا حَبَّذا، فإنه حَبَّ ذا، فإذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت: حَبَّذا زَيْدٌ.

  وحَبَّبَ إليه الأَمْرَ: جعله يُحِبُّه.

  وهم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً.

  وحَبَّ إلَيَّ هذا الشيءُ يَحَبُّ حُبّاً.

  قال ساعدة:

  هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ

  وأَنشد الأَزهري:

  دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً ... وحَبَّ إلَيْنا أَن نَكُونَ المُقدَّما

  وقولُ ساعدة: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إليّ مُتَجَنِّبةً.

  وفي الصحاح في هذا البيت: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وقال: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إلى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هذا القَوْلَ إلى ابن السكيت.

  وحَبابُكَ أَن يكون ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وقال اللحياني: معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ، ولم يذكر الحُبَّ؛ ومثله: حماذاكَ.

  أَي جُهْدُك وغايَتُكَ.

  الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي ما أَحَبَّه إليّ وقال الفرَّاءُ: معناه حَبُبَ بفلان، بضم الباء، ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية.

  وأَنشد الفرَّاءُ:

  وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ ... وحَبَّ شيْئاً إلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا

  قال: وموضِعُ ما، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ.

  وأَنشد شمر:

  ولَحَبَّ بالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيالا

  أَي ما أَحَبَّه إليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه والتَحَبُّبُ: إظْهارُ الحُبِّ.

  وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ.

  والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبةُ جميعاً: من أَسْماءِ مَدِينةٍ النبيّ، ، حكاهما كُراع، لِحُبّ النبيّ، ، وأَصحابِه إيَّاها.

  ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ على الأَصل، لمكان العلمية، كما جاءَ مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وإنما حملهم على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دون فَعْلَلٍ، لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب، ولم يجدوا م ح ب، ولولا هذا، لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظهور التضعيف في فَعْلَل، هو القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.

  وقوله أَنشده ثعلب:

  يَشُجُّ به المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى ... لَه، مِنْ أَخِلَّاءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ

  فسره فقال: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ.

  والإِحْبابُ: البُروكُ.

  وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ.

  وقيل: الإِحْبابُ في الإِبلِ، كالحِرانِ في الخيل، وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور.

  قال أَبو محمد الفقعسي:

  حُلْتُ عَلَيْه بالقَفِيلِ ضَرْبا ... ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إذْ أَحَبَّا

  القَفِيلُ: السَّوْطُ.

  وبعير مُحِبٌّ.

  وقال أَبو عبيدة في