لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 293 - الجزء 1

  قوله تعالى: إنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حتى فاتَتني الصلاةُ.

  وهذا غير معروف في الإِنسان، وإنما هو معروف في الإِبل.

  وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ.

  قال ثعلب: ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ.

  وأَنشد يصف امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ به إلى أَقْرانِها:

  جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبْ

  أَبو الهيثم: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة المَرض فَيَبْرُكَ، ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ.

  قال الراجز:

  ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك ... أَتاه أَمْرُ اللَّه، وهو هالِك

  والإِحْبابُ: البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي: حُبَّ: إذا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إذا وقَفَ، وحَبَّ: إذا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها؛ وإنما يكون ذلك، إذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ.

  والحَبُّ: الزرعُ، صغيراً كان أَو كبيراً، واحدته حَبَّةٌ؛ والحَبُّ معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُّرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حتى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما، والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نادرة، لأَنَّ فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ، إلَّا بعد طَرْحِ الزائد.

  وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إذا دخَل فيه الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ.

  والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ من الشيء: القِطْعةُ منه.

  ويقال للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ.

  وفي صفتِه، : ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ، يعني البَرَدَ، شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه.

  قال ابن السكيت: وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ، وهو معرفة.

  وحَبَّةُ: اسم امرأَةٍ؛ قال:

  أَعَيْنَيَّ ساءَ اللَّه مَنْ كانَ سَرَّه ... بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما

  ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما

  قال ابن جني: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ، يقال له مَنْظُور، فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور.

  والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، واحدها حَبٌّ⁣(⁣١).

  الأَزهري عن الكسائي: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وواحده حَبَّةٌ؛ وقيل: إذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ، فهي حِبَّةٌ؛ وقيل: الحِبَّةُ، بالكسر: بُزورُ الصَحْراءِ، مما ليس بقوت؛ وقيل: الحِبَّةُ: نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ.

  وفي حديث أَهلِ النارِ: فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ؛ قالوا: الحِبَّةُ إذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ، والجمع حِبَبٌ؛ وقيل: ما كان له


(١) قوله [واحدها حب] كذا في المحكم أيضاً.