لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 30 - الجزء 1

  وروى ابنُ الأَعرابيِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، وهي النَّصيبُ، وهوَ مَذْكورٌ في مَوْضِعِه؛ وروَى ثعلب رفِيقاً جانِحاً⁣(⁣١).

  وفي الصِّحاحِ: البَدْءُ والبَدْأَةُ: النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فيهما؛ وهذا شِعْرُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ بضمِّها كما ترَى.

  وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءًا فهو مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ.

  قال الكميتُ:

  فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِه ... ممَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها⁣(⁣٢)

  وقال اللحياني: بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءًا: خَرَجَ به بَثْرٌ شِبْه الجُدَرِيِّ؛ ثمَّ قال: قالَ بعضهم هُو الجُدريُّ بعينه.

  ورَجُلٌ مَبْدُوءٌ: خرَج به ذلِك.

  وفي حديثِ عائِشة ^ أَنها قالتْ: في اليومِ الذي بُدِئَ فيه رسولُ اللَّه ، وَا رَأْساه.

  قالَ ابنُ الأَثير: يُقالُ متى بُدِئَ فلانٌ أَي متى مَرِضَ؛ قال: ويُسأَلُ به عن الحيِّ والمَيِّتِ.

  وبَدَأَ من أَرضٍ إلى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ: خرَجَ منها إلى غيرها إِبْداءً.

  وأَبْدأَ الرَّجلُ: كِناية عن النَّجْو، والاسمُ البَداءُ، ممدودٌ.

  وأَبْدَأَ الصبيُّ: خَرَجت أَسْنانُه بعد سُقُوطِها.

  والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ ولا يُنتَفَعُ بها، حكاه أَبو حنيفة.

  بذأ: بَذَأْتُ الرَّجلَ بَذْءًا: إِذا رأَيْتُ منه حالاً كرِهْتُها.

  وبَذَأَتْه عَيْني تَبْذَؤُه بَذاءً وبذاءَةً: ازْدَرَتْه واحْتَقَرَتْه، ولم تَقْبَله، ولم تُعْجِبْكَ مَرْآتُه.

  وبَذَأْتُه أَبْذَؤُه بَذْءًأ: إِذا ذَممْتُه.

  أَبو زيدٍ، يُقال: بَذَأَتْه عَيْني بَذْءًا إِذا أُطرِيَ لكَ وعندَكَ الشيُ ثم لم ترَه كذلك، فإذا رأَيته كما وُصِفَ لكَ قلت: ما تَبْذَؤُه العَيْنُ.

  وبَذَأَ الشيءَ: ذَمَّه.

  وبُذئَ الرَّجُلُ: إذا ازْدُرِيَ.

  وبَذَأَ الأَرضَ: ذَمَّ مَرْعاها.

  قال:

  أُزِّيَ مُسْتَهنئٌ في البَدِيءِ ... فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُه

  ويروى: في البَدِيِّ؛ وكذلِك المَوْضِع إذا لم تَحْمَدْه.

  وأَرضٌ بَذِيئَةٌ على مِثالِ فَعِيلة: لا مَرْعى بها.

  وباذَأْتُ الرَّجلَ: إذا خاصَمْته.

  وقال الشَّعْبي: إِذا عَظُمَتِ الحَلْقَةُ فإنما هي بِذاءٌ ونِجاءٌ.

  وقِيلَ البِذاءُ: المُباذأَةُ وهي المُفاحَشة.

  يُقال باذَأْتُه بِذاءً ومُباذأَةً؛ والنِّجاءُ: المُناجاة.

  وقال شمِرٌ في تفسيرِ قولِه: إِنَّكَ ما عَلِمْتُ لَبَذيءٌ مُغْرِقٌ.

  قال: البَذِيءُ: الفاحِشُ القَوْلِ، ورَجُلٌ بَذِيءٌ مِن قَوْمٍ أَبْذِياءَ، والبَذِيءُ: الفاحِشُ مِن الرِّجالِ، والأُنثى بَذِيئةٌ.

  وقد بَذُؤَ يَبْذُؤُ بذاءً وبَذاءَةً، وبعضهم يقول: بَذِئَ يَبْذَأُ بَذْءًا.

  قال أَبو النجم:

  فاليَومُ يَوْمُ تَفاضُلٍ وبَذاء

  وامرأَةٌ بَذِيئةٌ ورَجُلٌ بَذيءٌ مِنْ قَوْمٍ أَبْذِياءَ: بَيِّنُ البَذاءَةِ.

  وأَنشَدَ:

  هَذْرَ البَذِيئةِ، لَيْلَها، لم تَهْجَعِ

  وامرأَةُ بَذِيَّةٌ.

  وسنذكر في المعتلِّ ما يتعلق بذلك.


(١) قوله [جانحاً] كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم.

(٢) قوله [سهامها] ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً إشارة إلى أن البيت مروي بهما.