لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 418 - الجزء 5

  ناشز لا يزال يَضْرِبُ من داء أَو غيره؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  فما لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى ... ولا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ

  فسره فقال: ناشزة القُصَيْرى أَي ليست بضخمة الجنبين مُشْرِفَةِ القُصَيْرى بما عليها من اللحم.

  وأَنْشَزَ الشيءَ: رفعه عن مكانه.

  وإِنْشازُ عظام الميت: رَفْعُها إِلى مواضعها وتركيبُ بعضها على بعض.

  وفي التنزيل العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف نُنْشِزُها ثم نَكْسُوها لحماً؛ أَي نرفع بعضها على بعض؛ قال الفراء: قرأَ زيد بن ثابت نُنْشِزُها، بالزاي، قال: والإِنشازُ نقْلها إِلى مواضعها، قال: وبالراء قرأَها الكوفيون، قال ثعلب: والمختار الزاي لأَن الإَنْشازَ تركيبُ العظام بعضها على بعض.

  وفي الحديث: لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ أَي رفعه وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وهو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض.

  قال أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يكون بين الزوجين وهو كراهة كل واحد منهما صاحبه، واشتقاقُه من النَّشَزِ وهو ما ارتفع من الأَرض.

  ونَشَزَت المرأَةُ بزوجها وعلى زوجها تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وهي ناشِزٌ: ارتفعت عليه واستعصت عليه وأَبغضته وخرجت عن طاعته وفَرَكَتْه؛ قال:

  سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ من اللَّيْلِ حَنَّتي ... لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لا شَكَّ ناشِزُ

  قال الله تعالى: واللَّاتي تخافُون نُشُوزَهُنَّ؛ نُشُوزُ المرأَة استعصاؤها على زوجها، ونَشَزَ هو عليها نُشُوزاً كذلك، وضربها وجفاها وأَضَرّ بها.

  وفي التنزيل العزيز: وإِن امرأَةٌ خافتْ من بَعلِها نُشُوزاً أَو إِعراضاً؛ وقد تكرر ذكر النُّشُوز بين الزوجين في الحديث، والنُّشُوز كراهية كل منهما صاحبه وسُوءُ عشرته له.

  ورجل نَشَزٌ: غليظ عَبْلٌ؛ قال الأَعشى:

  وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي ... على نَشَزٍ قد شابَ ليس بِتَوْأَمِ

  أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تكبيره وتعظيمه فلذلك جعله أَشْيَبَ.

  ونَشَزَ بالقوم في الخصومة نُشُوزاً: نَهَضَ بهم للخصومة.

  ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ به نُشُوزاً: احتمله فصرعه.

  قال شمر: وهذا كأَنه مقلوب⁣(⁣١).

  مثل جَذَبَ وجَبَذَ.

  ويقال للرجل إِذا أَسنّ ولم يَنْقُصْ: إِنه لنَشَزٌ من الرجال، وصَتَمٌ إِذا انتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه.

  قال أَبو عبيد: النَّشَزُ والنَّشْزُ الغليظ الشديد.

  ودابة نَشِيزَةٌ إِذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ على ظهرها.

  ويقال للدابة إِذا لم يكد يستقرّ السرج والراكب على ظهرها: إِنها لَنَشْزَةٌ.

  نغز: نَغَزَ بينهم: أَغْرى وحَمَل بعضَهم على بعض كَنَزَعَ.

  نفز: نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ في عَدْوِه، وقيل: رفع قوائمه معاً ووضعها معاً، وقيل: هو أَشَدُّ إِحضاره، وقيل: هو وَثْبُه ووقوعُه مُنْتَشِرَ القوائم، فإِن وقع مُنْضَمَّ القوائم فهو القَفْزُ.

  وقال ابن دريد: القَفْزُ انضمام القوائم في الوثب، والنَّفْزُ انتشارها.

  وقال


(١) قوله [وهذا كأنه مقلوب الخ] أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في القاموس.