لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

حرف السين المهملة

صفحة 14 - الجزء 6

  وإِنْسِيُّ القَوس: ما أَقبل عليك منها، وقيل: إِنْسِيُّ القوس ما وَليَ الرامِيَ، ووَحْشِيُّها ما ولي الصيد، وسنذكر اختلاف ذلك في حرف الشين.

  التهذيب: الإِنْسِيُّ من الدواب هو الجانب الأَيسر الذي منه يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ، وهو من الآدمي الجانبُ الذي يلي الرجْلَ الأُخرى، والوَحْشِيُّ من الإِنسانِ الجانب الذي يلي الأَرض.

  أَبو زيد: الإِنْسِيُّ الأَيْسَرُ من كل شيء.

  وقال الأَصمعي: هو الأَيْمَنُ، وقال: كلُّ اثنين من الإِنسان مثل الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمين فما أَقبل منهما على الإِنسان فهو إِنْسِيٌّ، وما أَدبر عنه فهو وَحْشِيٌّ.

  والأَنَسُ: أَهل المَحَلِّ، والجمع آناسٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:

  مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها ... جَهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ

  وقال عمرو ذو الكَلْب:

  بفِتْيانٍ عَمارِطَ من هُذَيْلٍ ... هُمُ يَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ

  وقالوا: كيف ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك أَي كيف نَفْسُك.

  أَبو زيد: تقول العرب للرجل كيف ترى ابن إِنْسِك إِذا خاطبت الرجل عن نفْسك.

  الأَحمر: فلان ابن إِنْسِ فلان أَي صَفِيُّه وأَنيسُه وخاصته.

  قال الفراء: قلت للدُّبَيْريّ إِيش، كيف ترى ابنُ إِنْسِك، بكسر الأَلف؟ فقال: عزاه إِلى الإِنْسِ، فأَما الأُنْس عندهم فهو الغَزَلُ.

  الجوهري: يقال كيف ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك يعني نفسه، أَي كيف تراني في مصاحبتي إِياك؟ ويقال: هذا حِدْثي وإِنسي وخِلْصي وجِلْسِي، كله بالكسر.

  أَبو حاتم: أَنِسْت به إِنساً، بكسر الأَلف، ولا يقال أُنْساً إِنما الأُنْسُ حديثُ النساء ومُؤَانستهن.

  رواه أَبو حاتم عن أَبي زيد.

  وأَنِسْتُ به آنَسُ وأَنُسْتُ أنُسُ أَيضاً بمعنى واحد.

  والإِيناسُ: خلاف الإِيحاش، وكذلك التَّأْنيس.

  والأَنَسُ والأُنْسُ والإِنْسُ الطمأْنينة، وقد أَنِسَ به وأَنَسَ يأْنَسُ ويأْنِسُ وأَنُسَ أُنْساً وأَنَسَةً وتَأَنَّسَ واسْتَأْنَسَ؛ قال الراعي:

  أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ. ... والدَّلِّ والنَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ الساجي

  والعرب تقول: آنَسُ من حُمَّى؛ يريدون أَنها لا تكاد تفارق العليل فكأَنها آنِسَةٌ به، وقد آنَسَني وأَنَّسَني.

  وفي بعض الكلام: إِذا جاءَ الليل استأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ واستوحش كلُّ إِنْسِيٍّ؛ قال العجاج:

  وبَلْدَةٍ ليس بها طُوريُّ ... ولا خَلا الجِنَّ بها إِنْسِيُّ

  تَلْقى، وبئس الأَنَسُ الجِنِّيُّ ... دَوِّيَّة لهَولِها دَويُّ

  للرِّيح في أَقْرابها هُوِيُّ

  هُويُّ: صَوْتٌ.

  أَبو عمرو: الأَنَسُ سُكان الدار.

  واستأْنس الوَحْشِيُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِيّاً.

  واستأْنستُ بفلان وتأَنَّسْتُ به بمعنى؛ وقول الشاعر:

  ولكنني أَجمع المُؤْنِساتِ ... إِذا ما اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَديدا

  يعني أَنه يقاتل بجميع السلاح، وإِنما سماها بالمؤْنسات لأَنهن يُؤْنِسْنَه فَيُؤَمِّنَّه أَو يُحَسِّنَّ ظَنَّه.

  قال الفراء: يقال للسلاح كله من الرُّمح والمِغْفَر والتِّجْفاف والتَّسْبِغَةِ والتُّرْسِ وغيره: المُؤْنِساتُ.

  وكانت العرب القدماءُ تسمي يوم الخميس مُؤْنِساً