لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

حرف السين المهملة

صفحة 16 - الجزء 6

  أَي على ثور وحشيٍّ أَحس بما رابه فهو يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ ويتلفت هل يرى أَحداً، أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه وفراره وسرعته.

  وكان ابن عباس، ®، يقرأُ هذه الآية: حتى تستأْذنوا، قال: تستأْنسوا خطأ من الكاتب.

  قال الأَزهري: قرأ أُبيّ وابن مسعود: تستأْذنوا، كما قرأَ ابن عباس، والمعنى فيهما واحد.

  وقال قتادة ومجاهد: تستأْنسوا هو الاستئذان، وقيل: تستأْنسوا تَنَحْنَحُوا.

  قال الأَزهري: وأَصل الإِنْسِ والأَنَسِ والإِنسانِ من الإِيناسِ، وهو الإِبْصار.

  ويقال: آنَسْتُه وأَنَّسْتُه أَي أَبصرته؛ وقال الأَعشى:

  لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يؤَنِّسُه ... بالليلِ، إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا

  وقيل معنى قوله: ما يُؤَنِّسُه أَي ما يجعله ذا أُنْسٍ، وقيل للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم يُؤنَسُونَ أَي يُبْصَرون، كما قيل للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لا يؤنسون أَي لا يُبصَرون.

  وقال محمد بن عرفة الواسطي: سمي الإِنْسِيٍّون إِنْسِيِّين لأَنهم يُؤنَسُون أَي يُرَوْنَ، وسمي الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عن رؤية الناس أَي مُتَوارُون.

  وفي حديث ابن مسعود: كان إِذا دخل داره اسْتَأْنس وتَكَلَّمَ أَي اسْتَعْلَم وتَبَصَّرَ قبل الدخول؛ ومنه الحديث:

  أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسها ... ويَأْسَها من بعد إِيناسها؟

  أَي أَنها يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السمع ببعثة النبي، .

  والإِيناسُ: اليقين؛ قال:

  فإِن أَتاكَ امْرؤٌ يَسْعَى بِكذْبَتِه ... فانْظُرْ، فإِنَّ اطِّلاعاً غَيْرُ إِيناسِ

  الاطِّلاعُ: النظر، والإِيناس: اليقين؛ قال الشاعر:

  ليَس بما ليس به باسٌ باسْ ... ولا يَضُرُّ البَرَّ ما قال الناسْ،

  وإِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسْ

  وبعضهم يقول: بعد طُلوعٍ إِيناسٌ.

  الفراء: من أَمثالهم: بعد اطِّلاعٍ إِيناسٌ؛ يقول: بعد طُلوعٍ إِيناس.

  وتَأَنَّسَ البازي: جَلَّى بطَرْفِه.

  والبازي يَتَأَنَّسُ، وذلك إِذا ما جَلَّى ونظر رافعاً رأْسه وطَرْفه.

  وفي الحديث: لو أَطاع اللَّه الناسَ في الناسِ لم يكن ناسٌ؛ قيل: معناه أَن الناس يحبون أَن لا يولد لهم إِلا الذُّكْرانُ دون الإِناث، ولو لم يكن الإِناث ذهب الناسُ، ومعنى أَطاع استجاب دعاءه.

  ومَأْنُوسَةُ والمَأْنُوسَةُ جميعاً: النار.

  قال ابن سيده: ولا أَعرف لها فِعْلاً، فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ المفعول منها مُؤْنَسَةٌ؛ وقال ابن أَحمر:

  كما تَطايَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ

  قال الأَصمعي: ولم نسمع به إِلا في شعر ابن أَحمر.

  ابن الأَعرابي: الأَنِيسَةُ والمَأْنُوسَةُ النار، ويقال لها السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها ليلاً أَنِسَ بها وسَكَنَ إِليها وزالت عنه الوَحْشَة، وإِن كان بالأَرض القَفْرِ.

  أَبو عمرو: يقال للدِّيكِ الشُّقَرُ والأَنيسُ والنَّزِيُّ.

  والأَنِيسُ: المُؤَانِسُ وكل ما يُؤْنَسُ به.

  وما بالدار أَنِيسٌ أَي أَحد؛ وقول الكميت:

  فِيهنَّ آنِسَةُ الحدِيثِ حَيِيَّةٌ ... ليسَتْ بفاحشَةٍ ولا مِتْفالِ

  أَي تَأْنَسُ حديثَك ولم يرد أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لو