لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 38 - الجزء 6

  كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا ... بين صَبِيَّيْ لَحْيِه مُجَرْفَسا

  يقول: كأَن لحيته بين فَكَّيْه كَبْشٌ ساجِسِيٌّ، يصف لحية عظيمة؛ قال أَبو العباس: جعل خبر كأَنَّ في الظرف يعني بين: الأَزهري: كل شيء أَوثقته، فقد قَعْطَرْته، قال: وهي الجَرْفَسَةُ؛ ومنه قوله:

  بين صَبِيَّيْ لَحْيِه مُجَرْفَسا

  وجِرْفاسٌ: من أَسماءِ الأَسد.

  جرهس: الجِرْهاسُ: الجسيم؛ وأَنشد:

  يُكْنى، وما حُوِّل عن جِرْهاسِ ... من فَرْسَةِ الأُسْدِ، أَبا فِراسِ

  جسس: الجَسُّ: اللَّمْسُ باليد.

  والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ.

  ابن سيده: جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.

  والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه.

  وجَسَّ الشخصَ بعينه: أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قال:

  وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم: ... إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا

  فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم ... ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا

  اختفوه: أَظهروه.

  والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، ومنه التَجَسُّسُ.

  وجَسَّ الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بحث عنه وفحَصَ.

  قال اللحياني: تَجَسَّسْتُ فلاناً ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ، ومن الشاذ قراءة من قرأَ: فَتَجَسَّسُوا من يوسف وأَخيه.

  والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك.

  وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد.

  وفي الحديث: لا تَجَسَّسُوا؛ التَّجَسُّسُ، بالجيم: التفتيش عن بواطن الأُمور، وأَكثر ما يقال في الشر.

  والجاسُوسُ: صاحب سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صاحب سرِّ الخير، وقيل: التَّجَسُّسُ، بالجيم، أَن يطلبه لغيره، وبالحاء، أَن يطلبه لنفسه، وقيل بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع، وقيل: معناهما واحد في تطلب معرفة الأَخبار.

  والعرب تقول: فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر.

  ويقال: في مَجَسِّكَ ضِيقٌ.

  وجَسَّ إِذا اختبر.

  والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب.

  والجاسُوسُ: العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها، وقيل: الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس الأَخبار.

  والجَسَّاسَةُ: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها الدجالَ، زعموا.

  وفي حديث تميم الداري: أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال.

  وجَواسُّ الإِنسان: معروفة، وهي خمس: اليدان والعينان والفم والشم والسمع، والواحدة جاسَّة، ويقال بالحاء؛ قال الخليل: الجَواسُّ الحَواسُّ.

  وفي المثل: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها.

  قال ابن سيده: والجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ.

  وجَسَّاس: اسم رجل؛ قال مُهَلْهِلٌ:

  قَتِيلٌ، ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟ ... وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ

  وكذلك جِسَاسٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  أَحْيا جِساساً، فلما حانَ مَصْرَعُه، خَلَّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه