لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 57 - الجزء 6

  حمس: حَمِسَ الشَّرُّ: اشتدَّ، وكذلك حَمِشَ.

  واحْتَمَسَ الدِّيكانِ واحْتَمَشا واحْتَمَسَ القِرْنانِ واقتتلا؛ كلاهما عن يعقوب.

  وحَمِسَ بالشيء: عَلِق به.

  والحَماسَة: المَنْعُ والمُحارَبَةُ.

  والتَّحمُّسُ: التشدد.

  تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَى.

  وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: حَمِسَ الوَغى واسْتَحَرَّ الموتُ أَي اشتدَّ الحرُّ.

  والحَمِيسُ: التَّنُّورٌ.

  قال أَبو الدُّقَيْشِ: التنور يقال له الوَطِيسُ والحمِيسُ.

  ونَجْدَةٌ حَمْساء: شديدة، يريد بها الشجاعةَ؛ قال:

  بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا

  ورجل حَمِسٌ وحَمِيسٌ وأَحْمَسُ: شجاع؛ الأَخيرة عن سيبويه، وقد حَمِسَ حَمَساً؛ عنه أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  كأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا ما ... حَمِسْنا، والوِقايَةُ بالخِناقِ

  وحَمِسَ الأَمرُ حَمَساً: اشتد.

  وتحَامَسَ القومُ تَحامُساً وحِماساً: تشادّوا واقتتلوا.

  والأَحْمَسُ والحَمِسُ والمُتَحَمِّسُ: الشديد.

  والأَحْمَسُ أَيضاً: المتشدِّد على نفسه في الدين.

  وعام أَحْمَسُ وسَنَة حَمْساء: شديدة، وأَصابتهم سِنُون أَحامِسُ.

  قال الأَزهري: لو أَرادوا مَحْضَ النعت لقالوا سِنونَ حُمْسٌ، إِنما أرادوا بالسنين الأَحامس تذكير الأَعوام؛ وقال ابن سيده: ذَكَّروا على إِرادة الأَعوام وأَجْرَوا أَفعل ههنا صفةً مُجراه اسماً؛ وأَنشد:

  لنا إِبِلٌ لم نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ ... ولم يُفْنِ مولاها السُنونَ الأَحامِسُ

  وقال آخر:

  سَيَذْهَبُ بابن العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ ... ضَلالاً، وتُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ

  ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَي الشدَّة، وقيل: هو إِذا وقع في الداهية، وقيل: معناه مات ولا أَشدَ من الموت.

  ابن الأَعرابي: الحَمْسُ الضَّلالُ والهَلَكة والشَّرُّ؛ وأَنشدنا:

  فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ ... ولكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ

  قال الأَزهري: وأَما قول رؤبة:

  لاقَيْنَ منه حَمَساً حَميسا

  معناه شدة وشجاعة.

  والأَحامِسُ: الأَرضون التي ليس بها كَلأٌ ولا مرْتَعٌ ولا مَطَرٌ ولا شيء، وأَراضٍ أَحامِسُ.

  والأَحْمَس: المكان الصُّلْبُ؛ قال العجاج:

  وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسِ

  وأَرَضُون أَحامسُ: جَدْبة؛ وقول ابن أَحمر:

  لَوْ بي تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ، إِذاً ... ما خانَني حَسَبي ولا وَفْرِي

  قال شمر: تحمست تحرّمت واستغاثت من الحُمْسَة؛ قال العجاج:

  ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأِحْمَسا ... ولا أَخَا عَقْدٍ ولا مُنَجَّسا

  يقول: لم يهبن لذي حُرْمة حُرمة أَي ركبت رؤوسهن.

  والحُمْسُ: قريش لأَنهم كانوا يتشددون في دينهم وشجاعتهم فلا يطاقون، وقيل: كانوا لا يستظلون أَيام منى ولا يدخلون البيوت من أَبوابها وهم محرمون ولا يَسْلأُون السمن ولا يَلْقُطُون الجُلَّة.

  وفي حديث خَيْفان: أَما بنو فلان فَمُسَك أَحْماس أَي شجعان.

  وفي حديث عرفة: هذا من الحُمْسِ؛ هم جمع الأَحْمس.

  وفي حديث عمر، ¥،