لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 60 - الجزء 6

  ويقال للرجل إِذا ما تَحَيَّس وأَبطأَ: ما زال يَتَحَوَّسُ.

  وفي حديث عمر بن عبد العزيز: دخل عليه قومٌ فجعل فَتًى منهم يَتَحَوَّسُ في كلامه، فقال: كَبِّروا⁣(⁣١).

  كَبِّروا التَحَّوُّس: تَفَعُّلٌ من الأَحْوَس، وهو الشجاع، أَي يَتَشَجَّعُ في كلامه ويَتَجَرَّأُ ولا يبالي، وقيل: هو يتأَهب له؛ ومنه حديث عَلْقَمة: عَرَفْتُ فيه تَحَوُّسَ القوم وهَيْئَتَهم أَي تأَهُّبَهم وتَشَجُّعَهم، ويروى بالشين.

  ابن الأَعرابي: الإِبل الكثيرة يقال لها حُوسى؛ وأَنشد:

  تَبَدَّلَتْ بعد أَنِيسٍ رُعُب ... وبعد حُوسى جامِلٍ وسُرُب

  وإِبل حُوسٌ: بطيئات التحرّك من مَرْعاهُنَّ؛ جملٌ أَحْوَسُ وناقة حَوْساء.

  والحَوْساء من الإِبل: الشديدة النَفَسِ.

  والحَوْساء: الناقة الكثيرة الأَكل؛ وقول الفرزدق يصف الإِبل:

  حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ ... إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا

  قال ابن سيده: لا أَدري ما معنى حُواسات إِلا أَن كانت الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشديدة الأَكل، وهذا البيت أَورده الأَزهري على الذي لا يبرح مكانه حتى ينال حاجته، وأَورده الجوهري في ترجمة حيس، وسيأْتي ذكره؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف أَيضاً معنى قوله:

  أَنْعَثُ غَيثاً رائحاً عُلْوِيًّا ... صَعَّدَ في نَخْلَةَ أَحْوَسِيَّا

  يَجُرُّ من عَفائِه حَيِيًّا ... جَرَّ الأَسِيفِ الرَّمَكَ المَرْعِيَّا

  إِلا أَن يريد اللزوم والمواظبة، وأَورد الأَزهري هذا الرجز شاهداً على قوله غيث أَحوسي دائم لا يُقْلِعُ.

  وإِبل حُوسٌ: كثيرات الأَكل.

  وحاسَتِ المرأَة ذَيْلَها إِذا سحبته.

  وامرأَة حَوساء الذيل: طويلة الذيل؛ وأَنشد شمر قوله:

  تَعِيبِينَ أَمراً ثم تأْتِينَ دونه ... لقد حاسَ هذا الأَمرَ عندكِ حائسُ

  وذلك أَن امرأَة وجدت رجلاً على فُجور وعَيَّرَتْه فُجورَه فلم تلبث أَن وجدها الرجل على مثل ذلك.

  الفراء: قد حاسَ حَيْسُهم إِذا دنا هلاكهم.

  ومثل العرب: عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسِدُ يُفْسَدُ؛ ومعناه أَن تقول لصاحبك إِن هذا الأَمر حَيْسٌ أَي ليس بمحكم ولا جَيِّد وهو رديء؛ ومنه البيت:

  تعيبين أَمراً... .

  وامرأَة حَوْساء الذيل أَي طويلة الذيل؛ وقال:

  قد عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّيْل

  أَي طويلة الذيل.

  وقد حاسَتْ ذيلها تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْه تَسْحَبه، كما يقال حاسَهم وداسَهم أَي وطئهم؛ وقول رؤبة:

  وزَوَّلَ الدَّعْوى الخِلاط الحَوَّاسْ

  قيل في تفسيره: الحَوَّاسُ الذي ينادي في الحرب يا فلان يا فلان؛ قال ابن سيده: وأَراه من هذا كأَنه يلازم النداء ويواظبه.

  وحَوْسٌ: اسم.

  وحَوْساء وأَحْوسُ: موضعان؛ قال مَعْنُ بن أَوْس:

  وقد عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَس أَنني ... أَقَلُّ، وإِن كانت بلادِي، اطِّلاعَها


(١) قوله [فقال كبروا] تمامه كما بهامش النهاية: فقال الفتى: يا أَمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسن منك حين ولوك الخلافة.