[فصل الخاء المعجمة]
  أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ ... وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا
  ويقال: له خَمْسٌ من الإِبل، وإن عَنَيْتَ جِمالَا، لأَن الإِبل مؤنثة؛ وكذلك له خَمْس من الغنم، وإِن عنيت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة.
  وتقول: عندي خمسةٌ دراهم، الهاءُ مرفوعة، وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال، وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم، بضم الهاء، ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال، ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها؛ قال الشاعر:
  ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَه ... فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ
  وتقول في المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة:
  وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ... ثلاثُ الأَثافي، والرُّسُومُ البَلاقِعُ؟
  وتقول: هذه الخمسة دراهم، وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت، وكذلك إِلى العشرة.
  والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان على خمسة أَجزاء، وليس ذلك في وضع العَرُوض.
  وقال أَبو إِسحق: إِذا اختلطت القوافي، فهو المُخَمَّسُ.
  وشئ مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان.
  وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كان له خامساً.
  ويقال: جاء فلان خامساً وخامياً؛ وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس:
  كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ ... بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ
  مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها ... وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي
  والذي في شعره: هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها.
  وأَخْمَسَ القومُ: صاروا خمسة.
  ورُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع.
  والخمسون من العدد: معروف.
  وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها؛ وقول الشاعر:
  عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟ ... مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا
  بكسر الميم في خمسون، احتاج إِلى حركة الميم لإِقامة الوزن، ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن، ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها، ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ وفي التهذيب: كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشين؛ وقال الفراء: رواه غيره خَمَسون عدداً، بفتح الميم، بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ.
  وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله.
  والخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، والجمع أَخْماس.
  سيبويه: لم يجاوز به هذا البناءَ.
  وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره.
  قال ابن الأَعرابي: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده، رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا