لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 180 - الجزء 6

  قَلَسَ الرجل يَقْلِسُ قَلْساً، وهو خروج القَلْس من حلقه.

  أَبو زيد: قَلَس الرجل قَلْساً، وهو ما خرج من البطن من الطعام أَو الشراب إِلى الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، وهو قالس.

  وفي الحديث: من قاء أَو قَلَس فليتوضأْ؛ القَلَس، بالتحريك، وقيل بالسكون من ذلك.

  وقد قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً وقَلَساناً، فهو قالس.

  وقَلَسَت الكأْس إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء؛ قال أَبو الجراح في أَبي الحسن الكسائي:

  أَبا حَسَنٍ، ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ ... من الدهر، إِلا والزُّجاجةُ تَقْلِسُ

  كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ، وزَوْرُه ... يُحَيَّا بأَهلاً مَرْحباً، ثم يَجْلِسُ

  وقَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ وقال عمر بن لجإِ:

  وامْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا ... يَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا

  وقَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، وهو مثل القَلْسِ الأَول.

  والسَّحابة تَقْلِسُ الندى إِذا رمت به من غير مطر شديد؛ وأَنشد:

  نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ

  ابن الأَعرابي: القَلْسُ الشرب الكثير من النبيذ؛ والقَلْس الغِناء الجيِّد، والقَلْسُ الرقص في غناء.

  وقَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه قَلْساً: مجَّتْه.

  والقَليس: العسل، والقَليس أَيضاً: النحل؛ قال الأَفوه:

  من دُونها الطَّير، ومن فَوْقِها ... هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس

  والقَلْس والتَّقْلِيس: الضرب بالدُّفِّ والغِناءُ.

  والمُقَلِّس: الذي يلعب بين يدي الأَمير إِذا قدم المصر؛ قال الكميت يصف دُبّاً أَو ثور وحش:

  فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ، كما ... غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأَسْوارِ

  أَراد مع أَسْوار.

  وقال أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِيسُ استقبال الوُلاة عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو؛ قال الكميت يصف ثوراً طعَن في الكلاب فتبعه الذُّباب لِمَا في قَرنِه من الدم:

  ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب، كما ... غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ⁣(⁣١)

  وقال الشاعر:

  ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم

  ومنه حديث عمر، ¥، لما قدم الشأْم: لقيه المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان.

  والقَلْس: حَبْل ضخم من لِيفٍ أَو خُوص، قال ابن دريد: لا أَدري ما صحته، وقيل: هو حبل غليظ من حبال السفُن.

  والتَّقْليس: ضَرْب اليدين على الصدر خضوعاً.

  والتَّقْليس: السجود.

  وفي الحديث: لما رَأَوْه قَلَّسُوا له؛ التَّقْليس: التَّكْفير وهو وضع اليدين على الصدر والانحناءُ خضوعاً واستكانة.

  أَحمد ابن الحريش: التَّقْليس هو رفع الصوت بالدعاء والقِراءة والغناء.

  وفي الحديث ذكْر قالِسٍ، بكسر اللام: موضع أَقْطعه النبي، ، له ذكر في حديث عَمرو بن حزم.

  والقُلَّيْسُ، بالتشديد، مثال القُبَّيْطِ: بِيعَة للحَبَش كانت بصَنْعاء بناها أَبْرَهة وهدمتها حِمير.

  وفي التهذيب: القُلَّيسة بِيعة كانت بصَنْعاء للحَبَشة.

  الليث: التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما


(١) رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه.