لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 233 - الجزء 6

  وقال رؤبة:

  وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا ... طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا

  قال: النِّقْريس قريب المعنى من النِّطِّيس وهو الفَطِنُ للأُمور العالم بها.

  أَبو عمرو: امرأَة نَطِسَة على فَعِلَةٍ إذا كانت تَنَطَّس من الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ.

  وإِنه لشديد التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز.

  ابن الأَعرابي: المُتَنَطِّس والمُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار.

  وقال: النَّطَس المبالغة في الطهارة، والنَّدَس الفِطْنة والكَيْس.

  نعس: قال اللَّه تعالى: إِذ يَغْشاكم النعاس أَمَنَةً منه؛ النُّعاسُ: النوم، وقيل: هو مقاربته، وقيل: ثَقْلَتُه.

  نَعَس⁣(⁣١) يَنْعُس نُعاساً، وهو ناعِس ونَعْسانُ.

  وقيل: لا يقال نَعْسانُ، قال الفراء: ولا أَشتهيها، وقال الليث: رجل نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى، حملوا ذلك على وسْنان ووَسْنى، وربما حملوا الشيءَ على نظائره وأَحسن ما يكون ذلك في الشعر.

  والنُّعاس: الوَسَنُ؛ قال الأَزهري: وحقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع:

  وَسْنانُ أَقْصَدَه النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ ... في عَيْنِه سِنَةٌ، ولَيْس بنائِمِ

  ونَعَسْنا نَعْسَة واحدة وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ.

  وناقة نَعُوسٌ: غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت؛ وقال الأَزهري: تُغَمِّضُ عينها عند الحلب؛ قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت:

  نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ ... بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ

  الجَرُوزُ: الشديدة الأَكل، وذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها.

  وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بزلت حديثا، والبازل من الإِبل: الذي له تسع سنين، وقوله أَو سديد كبازل، السديس دون البازل بسنة، يقول: هي سديس، وفي المنظر كالبازل.

  والنَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ.

  والكلب يوصف بكثرة النُّعاس؛ وفي المثل: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم.

  ابن الأَعرابي: النَّعْس لين الرأْي والجسم وضَعْفُهُما.

  أَبو عمرو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى.

  ونَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ، وفي الحديث: إِن كلماته بَلغَتْ ناعُوسَ البَحْر؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم وفي سائر الروايات قاموسَ البحر، وهو وسطه ولُجَّته، ولعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم، قال: وليست هذه اللفظة أَصلاً في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى وروايته، فلعلها فيها قال: وإِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شيء من الكتب فيتحير فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله ومعناه.

  نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَعَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك


(١) قوله [نعس] من باب قتل كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس، ومن باب منع كما في القاموس.