لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 332 - الجزء 1

  ولا يقال للواحدِ منها حَلِيبَة ولا حِلابَة؛ وقال العجاج:

  وسابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُّ

  يريد جَماعَة الحَلْبة. والحَلْبَة، بالتَّسْكِين: خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ من كلِّ أَوْبٍ، لا تَخْرُجُ من مَوْضِعٍ واحِدٍ، ولكن من كلِّ حَيٍّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

  نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا ... الفَحْلَ والقُرَّحَ في شَوْطٍ مَعَا

  وهو كما يقالُ للقومِ إذا جاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قد أَحْلَبُوا.

  الأَزهري: إذا جاءَ القومُ من كلِّ وَجْه، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ أَو غير ذلك، قيل: قد أَحْلَبُوا؛ وأَنشد:

  إذا نَفَرٌ، منهم، رَؤبة أَحْلَبُوا ... عَلى عامِلٍ، جاءَتْ مَنِيَّتُه تَعْدُو⁣(⁣١)

  ابن شميل: أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم.

  والمُحْلِبُ: الناصِرُ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

  ويَنَصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ ... مَتى تَدْعُهُمْ، يوماً، إلى الرَّوْعِ، يَرْكَبوا

  أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لا يَأْتِيه، للنَّصْرِ، مُحْلِبُ

  قوله: لَمْعَ الأَصَمِّ أَي يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِه، والضمير في أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش؛ وقوله مُحْلِبُ، يقول: لا يَأْتِيه أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه.

  وعَرانِينَ: رُؤَساءَ.

  وقال في التهذيب: كأَنَّه قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ الجوابَ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ، وقوله: لا يَأْتِيه مُحْلِبُ أَي لا يأْتِيه مُعِينٌ من غيرِ قَوْمِه، وإذا كان المُعِين مِن قَوْمِه، لم يَكُنْ مُحْلِباً؛ وقال:

  صَريحٌ مُحْلِبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ... لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ⁣(⁣٢)

  وحالَبْت الرجُلَ إذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه.

  وحَلائِبُ الرجُلِ: أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً؛ قال الحرِثُ بن حلزة:

  ونَحْنُ، غَداةَ العَيْن، لَمَّا دَعَوْتَنَا ... مَنَعْناكَ، إذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ

  وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه.

  وأَحْلَبُوا عَلَيك: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ.

  وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصحابَهُم: أَعانُوهُم.

  وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِه: دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ، وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ.

  وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إذا أَعانَه على الحَلْبِ.

  وفي المثل: لَيْسَ لهَا رَاعٍ، ولكِنْ حَلَبَة؛ يُضْرَب للرجُل، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه.

  وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا


(١) قوله [رؤبة] هكذا في الأصول.

(٢) قوله [صريح] البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم:

نزيعاً محلباً من أَهل لفت

الخ. وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت، وضبط لفن بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء.